يقع ميناء العقير في المنطقة الشرقية بمحافظة الأحساء، وكان ميناءً مهماً في عهد الدولة العثمانية، واستمر كذلك في بداية الدولة السعودية حتى عام 1365ه، حيث نُقلت خدماته إلى ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام. وكان ميناء العقير، قبل اكتشاف البترول، الميناء الرئيس للمنطقة الشرقية، وللمناطق الداخلية من الجزيرة العربية، ووسيلة اتصال بالعالم الخارجي لما وراء البحار والهند والصين، وسوقاً رئيساً من الأسواق التجارية القديمة المطلَّة على الخليج من الناحية الغربية في فترة ما قبل الإسلام، كما اعتمد عليه الحكام العثمانيون في الاتصال بالسلطة المركزية. خالد الفريدة وقال مدير إدارة التراث الشعبي في الأحساء، الباحث خالد الفريدة، إن العمل في ميناء العقير توقف بعد توسع أعمال تصدير البترول من الموانئ الحديثة، وإنشاء ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام تلبية للحاجة المتزايدة من التبادل التجاري مع دول العالم، مشيراً إلى أن آثار العقير لاتزال باقية حتى الآن، ومنها ساحة الجمرك، ومكاتب الوكلاء، ومكاتب الميناء، كما عُثر هناك على عملات عديدة، منها دينار مسكوك في عهد الدولة الطولونية. وأوضح الفريدة أن التنقيب بدأ في ميناء العقير عام 1375ه، حيث عُثر على عملات متعددة، منها: «طويلة» الأحساء، وبكميات كبيرة، والريال الفرنسي، والريال العربي، وبيزة عُمان أو مسقط، التابعة للعماني الإمام فيصل بن تركي، وأنات هندية، والبارات، وهي عملة عثمانية، وكميات كبيرة من العملة السعودية القروش، وكذلك عملة صدر الإسلام، وهي الدينار الإسلامي، وعملات ترجع لعصر ما قبل الميلاد، مؤكداً أن هذا يعد دليلاً على العلاقات التجارية في ميناء العقير سابقاً، حيث كانت «الطويلة» هي العملة الرسمية في محافظة الأحساء في ذلك الوقت. كما أفاد أنه تم العثور على أوان فخارية مكتملة، وقطع فخارية زجاجية تعود لحضارات متعددة، بالإضافة إلى بعض المعثورات التي تعود لفترات إسلامية مبكرة، من العباسية، إلى العثمانية، وغيرها من الحضارات. وأشار الفريدة إلى أن أهالي البحرين كانوا يشيعون موتاهم من البحرين إلى العقير، الذي بناه العقيريون، كما يطلق عليهم، وهم أقوام سكنوا العقير سابقاً، ونُسب الميناء إليهم. وبيَّن أن كلمة عقير تصغير لكلمة عقر، وهو خليج داخل الخليج العربي، وميناء العقير جزء من الماء داخل اليابسة. وأوضح الفريدة في ختام حديثه، أن الميناء عُرف بعقد اتفاقية العقير الشهيرة بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا عام 1341ه.