أوضح الاختصاصي النفسي فيصل العجيان، أن على التوائم أن يتعلموا كيفية الاستقلال عن بعضهم، فعندما يولد التوأمان من رحمٍ واحد، وهما يحملان التشابه، في الشكل، والعمر، وأحياناً الصفات الطبعيّة، هذه العوامل تدفع بهما للذوبان في بعضهما وفي الأسرة نحو تأكيد هذا التشابه، عبر التربية المنمطة، مضيفاً «رغم هذا التماثل، هناك اختلاف بسيط بين التوأمين، تلحظه الأم بوصفها قريبة منهما، ونحن والاختصاصيون نؤكد على البصمة الخاصّة بكل إنسان، ولكن التوأمة أحياناً تمحو هذه الفرادة، مما يجعل شخصية أحد الطرفين مسحوقة في الآخر، حتى في رحم الأم لوحظ أنّ أحد التوأمين ممتلئ البنية، بينما الآخر هزيل، لتعوّد أحد الطرفين مزاحمة الآخر، والعيش على حسابه، وهذا مؤشر سلبي ينبغي العمل على تغييره». البصمة الخاصة مُبيّناً ضرورة إبراز الأم البصمة الخاصة لكلّ واحد من توأميها، فلا تحاول أن تُلبسهما اللباس نفسه، ولا تختار لهما نفس الهوايات؛ إذ ليس يعني كونهما توأمين اشتراكهما في ذات الميول والصفات دون فوارق، وأن تعطيهما فرصة لتشكيل ذوقيهما، وأخذ اختلافهما بعين الاعتبار. لافتاً إلى عدم وقوع الأم في شراك التشابه بين توأميها، وأنها تعرفهما جيداً، وتدرك بعض الاختلافات النفسية بينهما، عندما يكون أحدهما أكثر انفعالاً من الآخر مثلاً، وعليها تشجيع هذه الاختلافات، وتأكيد استقلالية كل فرد فيهما، ليشبَّان قادرين على الحياة، التي ستجبرهما على البُعد عن بعضهما، وليكون كل منهما قادراً على اتخاذ القرارات في شؤون حياته. وقال «في حياة التوائم كثير من الأمور الغامضة، والأحداث الميتافيزيقية، التي لا يمكن تفسيرها؛ لأنّ العلم لم يتطرّق إليها بعدُ، وآمُل أن يفعل». علاقة مميزة وتجمع التوأمان «فاطمة» و»مريم» إبراهيم العيد 12 عاماً، علاقة مميزة، وتقول أمهما «منذ طفولتهما وهما معاً، منسجمتان في جميع الأوقات، ولم تبدآ بالتشاجر إلاّ في سن العاشرة تقريباً، ولكن تتصالحان بسرعة. ترتديان نفس الأزياء والألوان، لهما نفس المستوى الدراسي، والهوايات، تندمجان في الرسم والأعمال اليدوية. وفي أوقات الطعام إذا شبعت إحداهما تقوم الأخرى معها. وعند المرض، وحين تقيس الممرضة حرارتهما تستغرب من أن لهما نفس الدرجة». وتؤكد الأم أنها عانت في تربيتهما، إذ تنامان وتصحوان في الوقت نفسه، وتحتاجان للرضاعة والحليب أحياناً في اللحظة ذاتها، ولم تذُق والدتهما طعم النوم الهانئ بلا منغصَّات إلاّ بعد دخولهما المدرسة. توارد خواطر «باسل» و»فواز» المشرف، قدِمَا معاً إلى الحياة، خرجا من رحم أمهما الدافئ، وتربَّيا في حضنها، حتى كبرا، وجمعتهما ساحة العمل أيضاً، باسل وفواز، متزوجان ولكلٍّ منهما ولدان وابنتان، ويعملان في صحيفة «الشرق»، لديهما كثير من الصفات المشتركة، فكلاهما يهوى السباحة، ويتفقان على أصنافٍ من الطعام يُحبانها، ويأخذان الوقت نفسه في القيلولة، يشعران ببعضهما، ولديهما نوع متكرر من توارد الخواطر، ويذكر باسل أنه تعرّض مرة لحادث سير عند الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، وبمجرد وصوله البيت، تفاجأ بتلقيه عشرة اتصالات من أخيه فوّاز، وعندما حادثه، أبلغه فوّاز بأنه أحسّ بضيق وحزن مفاجئ في نفسه. وأكّد أن حالة الإحساس بالآخر تنتابهما معاً في مواقف عديدة.