تكاثر في الفترة الأخيرة تردد السيدات على عيادات النساء طلباً في الحمل ب»توأم»، حيث إن تعب الحمل وإجهاده وطوله لتسعة أشهر مع الحياة العصرية المتسارعة النبض، خصوصاً للمرأة العاملة، جعلها تفكر في تقصير مدة الحمل عن طريق مضاعفة عدد الأجنة ب»الحمل التوأمي»، وهناك أيضاً أسباب أخرى جعلت المرأة تطلب هذا النوع من الحمل، مثل الولادة القيصرية المتكررة، خوفاً أن لا تستطيع إكمال العدد المطلوب من الأولاد؛ لأن عدد القيصرية محدود. وأحياناً تلجأ بعض السيدات للصيدليات طلباً لأدوية منشطة وعقاقير، تساعدهن على الحمل بتوأم من دون دواع طبية، فقد باتت رغبة الحمل بتوأم لدى شريحة لا يستهان بها من النساء، كالرغبة في ممارسة هواية جديدة لا يعرفن خفاياها ولا يدركن عواقبها، وفي ظاهرة لافتة، تتناقل بعضهن عبر المنتديات وعبر الأحاديث الصباحية أسماء هذه المنشطات دون انقطاع، ويكفي أن تتمكن إحداهن من انتزاع الوصفة مرّة واحدة من الطبيبة المعالجة، حتى تبدأ بتبادلها مع صديقاتها اللاتي يسعين بشتى الطرق إلى شراء العقاقير نفسها لعلّهن يحملن بتوأم، بعد أن أخبرتهن صديقتهن أن نسبة هذا الحمل تصل إلى (70%)، لكنها لم تشِر لهنّ بالمضاعفات التي يحذر منها الأطباء، والتشوهات الخلقية والصحية التي قد تقضي على حياة إنسان، ذنبه الوحيد أن والدته أو والده، رغب في إنجاب «التوأم»!. إسكات زوجي العمل والدراسة والتخلص من «قلق الريجيم» دعتهن لخوض التجربة في البداية تقول «حنين»: إنها بدأت بوضع خطة خاصة لإنجاب توأم بأخذ «الكلوميد» المنشط، وبعض الأعشاب والأدوية المقوية، هذا غير «إبرة» تفجيرية أثناء التبويض، مؤكدةً أن برنامجها تم بفضل الله بنجاح، وحملت بتوأم وتنتظر إكمال الثلاثة أشهر حتى تعرف جنس المواليد، وعن سبب رغبتها بالتوأم قالت: أنا مقبلة على دراسة ماجستير ودكتوراه، وليس لدي الوقت الكافي بعد هذه الفترة للحمل والولادة كل عامين، ففكرت بإنجاب توأم لإسكات زوجي. جسم ممشوق وذكرت «هانية» أنها رغبت بالحمل في توأم؛ لأنها لا تريد أن تفني عمرها بالحمل والولادة، حتى تنجبهم دفعة واحدة وتتخلص من «الريجيمات» التي يحتاجها جسم المرأة بعد كل ولادة، خاصةً وأن زوجها يحب الجسم الممشوق. توأم ذكور أما «تهاني» فقد لجأت لفكرة الحمل بتوأم وذكور، لأن لديها أربع بنات وتريد لهن أشقاء، لذلك بدأت ببرنامج خاص يوصي بالابتعاد عن بعض الأكلات التي تقسي جدار البويضة، والاعتماد على الأكلات البحرية والعسل والزنجبيل، هذا غير بعض الأدوية المنشطة. نوع من التغيير وتقول «سميحة»: إنها تحب الأطفال كثيراً، ولديها ابنين و3 بنات، وتريد أن تنجب توأم كنوع من التغيير وطلباً للزيادة، وتفضل لو ترزق بثلاثة توائم دفعة واحدة؛ لأن زوجها لا يريدها أن تنجب أكثر من خمسة أطفال، لذلك ليس أمامها إلا الحمل بتوأم لتستمتع بطفولتهم أمامها. ليس حملاً طبيعياً د.بقنه: المضاعفات السلبية ترافق السيدة قبل الحمل وخلاله ويقول «د.محمد بقنه» استشاري نساء وولادة: إن الحمل بتوأم ليس حملاً طبيعياً، بل هو حمل ينضوي على المشاكل، فالناس ترى أن الحمل بتوأم يعكس صورة سعيدة، ولا يرون في هذه الصورة الجوانب غير الطبيعية، موضحاً أن وجه الشبه بين التوأم تحدده مرحلة تلقيح البويضة في رحم المرأة، مضيفاً أن التوائم المتشابهة تنشأ من بويضة لقحها حيوان منوي واحد في طريق انقسامها، أدى ذلك لتكون أكثر من جنين، أما التوائم المختلفة فتنتج من بويضة ملقحة بأكثر من حيوان منوي، مشيراً إلى أن العوامل المؤدية إلى الحمل بتوأم عديدة، منها: الوراثية و»الإثنية»، إذ إن نسبة الحمل بتوأم تختلف بين المجموعات «الإثنية»، علماً أن النسبة العامة هي (1%)، فعلى سبيل المثال: نسبة الحمل بتوأم عند ذوي الأصول الإفريقية تكون أعلى، فمثلاً في نيجيريا بين كل 50 سيدة تحمل واحدة بتوأم، في المقابل في اليابان بين كل 1000 سيدة تحمل واحدة منهن بتوأم، أما النسبة العامة عند البيض أو «القوقازيين» هي (1%). التوأم أمنية بعض النساء في الوقت الحالي عامل السن الشيخ جمال: لا حرج إذا لم يترتب على ذلك مضرة بالأم وأوضح «د. بقنه» أن العامل الوراثي يكون من جهة الأم وليس من جهة الأب، لافتاً إلى أن عامل السن يلعب دوراً كبيراً في الحمل بتوأم، حيث ترتفع النسبة إذا تجاوز عمر الأم 35 عاماً، وتزداد النسبة كلما تقدمت المرأة في العمر، مبيناً أن العامل الثاني هو الأدوية المحرضة للتبويض، وهي تزيد من فرصة الحمل بتوأم، لكنها أضحت تُكتب كوصفة طبية من غير ضرورة، كبعض الأدوية التي تنمّي فرصة الحمل بتوأم بنسبة (10%)، أما الإبر فنسبة الحمل بتوأم من خلالها تصل إلى (30%)، والمضاعفات السلبية لهذه الأدوية والعقاقير -التي تعطى دون لزوم- ترافق السيدة قبل الحمل وخلال الحمل، انطلاقاً من أن الحمل بتوأم هو حمل غير طبيعي، ذاكراً أن المشاكل التي ترافق الحمل الأحادي تتضاعف في حالة الحمل بتوأم. مشاكل الحمل وبين «د.بقنه» أن من أخطر هذه المشاكل هي التشوهات الخلقية التي ترتفع نسبتها في هذا الحمل، كما أنه من المهم أن تعرف السيدات أن من بين هذه المشاكل أيضاً إصابة الأطفال التوأم بالشلل الدماغي، لذا يجب ألا تغرينا صورة التوأم الجميلة، سواء في التلفاز أو في الصور الأخرى، متطرقاً للمضاعفات التي يمكن أن تصاب بها المرأة الحامل، ويتعرض لها الجنين قائلاً: المشاكل التي تعاني منها الحامل بتوأم تتضاعف عن الحامل بجنين واحد، إذ تزيد نسبة الغثيان والقيء في بداية الحمل، إلى جانب انتفاخ الأقدام نتيجة الضغط الناتج من الحمل، وازدياد في ضربات القلب، وتعاني أيضاً من الدوالي وأورام القدمين، مضيفاً: «حمل التوأم يكون عرضة أكثر من غيره للولادة المبكرة، وهذا يهدد الأجنة، حيث تكون نسبة الوفاة كبيرة، وقد يعانون من مشاكل «الخدج»، مثل النزيف داخل الدماغ، مؤكداً أن الحمل بالتوأم يحتاج إلى متابعة في غاية الدقة، للتأكد من عدم وجود مشاكل خلقية، كالتصاق التوأم، أو وفاة أحدهم بسبب التفاف الحبل السري لأحد الأجنة حول الآخر. نوعية الغذاء د.رمضان: لابد من استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء وحول ما تردده الكثير من النساء وما تتبادله من نصائح تتعلق بالتركيز على أطعمة معينة دون أخرى للحمل بتوأم، أوضح «د.بقنه» أن نوعية الغذاء لا علاقة لها بالحمل بتوأم؛ لأن الدراسات العلمية لم تثبت أي علاقة بينهما، مغالطاً ما يشاع بين الناس من أن تناول المأكولات البحرية يساعد على إنجاب توأم أو غيرها من الأطعمة، مشيراً إلى أن نسبة إنجاب التوأم في اليابان متدنية مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية أو دول إفريقيا، على الرغم من أن وجبات اليابانيين ترتكز بشكل رئيسي على المأكولات البحرية. الوصفة مطلوبة ويرى «د.مصطفى رمضان» -مدير صيدلية- في محاولة بعض السيدات شراء العقاقير المنشطة من دون وصفة طبية أنه لابدّ من الإشارة أولاً إلى أننا في الصيدلية لا نصرف هذا النوع من الأدوية بأي حال من الأحوال، لكن بصفة عامة أي دواء مصنف ضمن الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية كهذه المنشطات والعقاقير التي تحثّ على التبويض، يجب ألا تؤخذ إلا بوصفة طبية لمصلحة المريضة؛ لأن عدم حمل المرأة يعود إلى أسباب مختلفة قد لا يلائمها تناول هذا النوع من الأدوية، كما أن الطبيب بالتأكيد سيقوم بإجراءات أخرى سواء مختبر أو أشعة، وبناء على ذلك سيشخص المشكلة، وبناء عليها سيصف الدواء المناسب. لاضرر ولا ضرار وعلّق الشيخ «د.علي بن حسن جمال» إمام وخطيب جامع آل سعد على لجوء السيدات لتناول المنشطات للحمل بتوأم قائلاً : بالنسبة لتناول الأدوية والعقاقير رغبة في الإنجاب لمن لم ترزق بالذرية أو رغبة في إنجاب توأم، فالذي عليه أهل العلم أنه لا حرج في تناول هذه المنشطات طبيعية كانت أو صناعية، رغبة في الحمل أو طمعاً في إنجاب توأم، ولكن بشرط خلو هذه الأدوية أو العقاقير من الضرر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ»، ولكن ينبغي أن يستشار في ذلك طبيب ثقة في أصل هذا الفعل، وهل له أضرار على الزوجة بعد ذلك أم لا؟، فإذا قال الطبيب: إن تناول هذه الحبوب المنشطة للحمل لا تضر، فلا بأس في استعمالها تحصيلاً للحمل أو تكثيراً للنسل، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم».