قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز: «لو كنت شاعراً لكتبت من الأبيات ما يستحقه أبناء وأهالي المنطقة الشرقية، ولكن المحبة في القلب وليست على اللسان فحسب». جاء ذلك خلال استقباله أمس بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، والأمراء والعلماء والمشايخ والمسؤولين ومديري الدوائر الحكومية وأهالي المنطقة ومنسوبي الإمارة الذين قدموا للسلام عليه وتوديعه بكل الحب والوفاء، مثمنين له إنجازاته ومبادراته خلال 28 عاما، هي محل الفخر والاعتزاز للمنطقة. وأضاف الأمير محمد بن فهد: «نحمد الله ونثني عليه على ما أنعم على هذه البلاد من خدمة بيته الكريم ومسجد نبيه وتطبيق هذه الدولة للشرع الإسلامي الصحيح ودستورها القرآن الكريم، كما نحمد الله على ما أنعم على هذه البلاد من خير ورزق وأمن وأمان واستقرار في ظل قيادة حكيمة هي قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود». وأثنى على الشعب السعودي العظيم الذي عاصر جميع الظروف والأزمنة خصوصا أباءنا وأجدادنا، وقليل من يتحمل هذه الظروف الصعبة، ولكن بهمّة الرجال وقوة العزيمة وإيمانهم بالله -عز وجل- قبل كل شيء توحدت هذه الجزيرة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وبنى وأسس هذا الكيان الذي جعل لكل مواطن سعودي حقه في كل بقعة من بقع المملكة العربية السعودية، قائلاً: «إن هذه الأمور أردت أن أبدأ بها ليعرف الجميع مدى قوة ومتانة هذه البلاد، والحمد لله بتكاتف الشعب السعودي العظيم مع قيادته الحكيمة، وهذا لم يتم بالصدفة أو بظرف معين بل على مر السنين وبالثقة المتبادلة». ورفع شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين على إعفائه بناءً على طلبه نظرا لظروفه الخاصة، كما شكر أبناء المنطقة على حضورهم اليوم، منوهاً بأنه حرص شخصياً على أن يحضر ويودع الجميع، وأن هذا الوداع وداع مؤقت، لأنه سيقوم بزيارات دائمة ومستمرة للمنطقة، كما شكر جميع من ساهم في تنمية المنطقة الشرقية، وهو في الواقع ليست الإمارة وحدها بل إن جميع الجهات الحكومية ورجال الأعمال وطلبة العلم ساهموا في ذلك، حيث إننا سعينا دائماً أن نكون موجودين ونعمل بتوجهات من قيادتنا الرشيدة لخدمة أبناء وبنات المنطقة الشرقية. وقال: «لقد عاهدت نفسي منذ تعييني أميراً للمنطقة الشرقية على أن أخاف الله -سبحانه- وأن أنفذ ما أمرنا الله به، وأن أمتنع عن ما نهانا عنه، وأنفذ توصيات ملكينا الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- والآن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي كلها تصب على العمل بنزاهة وإتقان، والإنسان بشر معرّض للخطأ والصواب، ولكن هذا هدفنا في الإمارة أن نعمل وفق ما يرضي الله -سبحانه وتعالى- ثم ما يرضي ولاة الأمر، الذين يؤكدون علينا دائماً خدمة المواطنين، وهذا واجبنا وليس منة من أحد، ويشهد الله أن ما قمنا به ليس فيه مخالفة لله سبحانه، وهذا يشعر المسؤول أنه قد برأ ذمته أمام الله ثم أمام القيادة ثم أمام المواطنين». وتابع يقول «أبشركم والحمد لله أن هذه القيادة الحكيمة توجه أمراء المناطق بالعمل الدؤوب والإخلاص والنزاهة في العمل، وإمارتكم ولله الحمد إمارة المنطقة الشرقية من الأمثلة التي يحتذى فيها، وأعتقد أن الجميع يشهد بذلك، ما قامت به الإمارة من مبادرات خير أكثر من 22 مبادرة كان آخرها مبادرة جائزة الدعوة والمساجد قبل أسبوع، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن هذه البلاد بجميع فئاتها ومكوناتها قادرة على التأقلم مع التطور الحاصل في هذا العالم، ولكن أبشركم أن دولتكم حريصة على تجنب مشكلات العالم بقدر المستطاع بالتعاون مع شعبها العظيم». وأكد أن أي مسؤول يجب عليه أن يعمل بقدر المستطاع ليل نهار لخدمة المنطقة بلا كلل وملل، ونحمد الله على ما قمنا به مما هو واجب علينا. وقدم شكره للأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد على جهوده في خدمة المنطقة الشرقية وأبنائها وخدمة دينه قبل كل شيء، وعمله الدؤوب وسرعة معرفته بالعمل الحكومي في العمل الذي يخص عمله بالإمارة، فهو يتمتع بخبرة سابقة، وهو حريص على خدمة الناس بإخلاص ونزاهة وأمانة، فهو وقت الحكمة حكيم ووقت التسامح متسامح ووقت الحزم حازم، وهو ولله الحمد محب لدينه وأمور دينه، ومعروف عنه أخلاقه وسمعته وعمله الدؤوب، «فهو أول من أشكره لأنه في الواقع من ساعد في تنفيذ هذه الأمور». كما شكر الأمير محمد بن فهد الشيخ محمد بن زيد آل سليمان على ما قام به من نصح وتوجيه وقيادة لأمور الناس الدينية وتوجيهاته السديدة، كما شكر رئيس محكمة الاستئناف في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن الرقيب، والإخوان الذين يقومون الآن بهذا العمل ورجال الأعمال ورجال الدولة والمواطنين رجالاً ونساء. وأكد أنه سعد وتشرف بخدمة أهالي المنطقة الشرقية، ويحز في نفسه ترك هذه المنطقة العزيزة علينا جميعا ولكن لكل إنسان ظروفه، مؤكداً أنه لن يترك المنطقة، وقال إن شاء الله سأقوم بزيارة بين وقت وآخر، ولكن محبتي وتقديري للجميع فوق كل اعتبار، وأحترم كل مواطن ومواطنة سواء عملت معهم في أجهزة الدولة أو في أعمال الخير والبركة، كذلك رجال الأعمال الذين لم يقصروا في مساهماتهم الاجتماعية والخيرية وقاموا بمساعدة من يحتاج المساعدة، لافتاً إلى أن محبتهم ومعزتهم له في قلبه. وقال إن القادم هو صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وهو ليس غريباً على المنطقة فهو قد عمل بالمنطقة أكثر من تسع سنوات، وإن شاء الله فيه الخير والبركة لخدمتكم وخدمة المنطقة وخدمة وطنه. الأمير محمد بن فهد متحدثاً للحضور .. ويتلقى عبارات الوداع من مواطني الشرقية أهالي ومسؤولون خلال وداعهم الأمير محمد بن فهد أهالٍ ومسؤولون خلال حضورهم حفل الوداع محافظ الأحساء خلال حضوره الحفل الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي خلال حضوره الحفل الشيخ سعيد غدران أثناء حضوره حفل الوداع (تصوير: أمين الرحمن)