طغت العواطف «الجياشة» على حفلة توديع أمير المنطقة الشرقية السابق، الأمير محمد بن فهد، التي أقيمت اليوم، في مقر الإمارة. لم يملك بعض من عايشوا الأمير طوال سنوات تناهز الثلاثة عقود، حبس دموعه، فسكبوها، وإن سعوا إلى إخفائها. حتى كلمات الأمير التي ألقاها، لم تخل من الجانب العاطفي. وبخاصة حين قال: «يحز في نفسي ترك هذه المنطقة العزيزة علينا جميعاً. ولكن لكل إنسان ظروفه». ودعا الأمير محمد بن فهد، المسؤولين في المنطقة، إلى «العمل لما فيه خدمة المواطنين». وقال: «يجب على أي مسؤول أن يعمل بقدر المستطاع، ليل نهار، لخدمة المنطقة، بلا كلل وملل. ونحمد الله على ما قمنا به، مما هو واجب علينا». ورفع شكره إلى خادم الحرمين الشريفين، على إعفائه، نظراً «لظروفي الخاصة». فيما شكر أبناء المنطقة على حضورهم، منوهاً إلى أنه حرص شخصياً، على أن يودع الجميع. وقال: «هذا الوداع وداع موقت. لأنني سأقوم بزيارات دائمة ومستمرة للمنطقة». وقدم شكره إلى «جميع من ساهم في تنمية المنطقة»، مشيراً إلى أن ما شهدته الشرقية من «تنمية وتطور، لم يكن بجهد الإمارة وحدها. وإنما بعمل وتكاتف جميع الجهات الحكومية، ورجال الأعمال، وطلبة العلم، الذين ساهموا في ذلك. وسعينا دائماً إلى أن نكون متواجدين. ونعمل بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة، لخدمة أبناء المنطقة وبناتها». وأضاف أمير الشرقية السابق، في كلمته: «عاهدت نفسي منذ تعييني أميراً للمنطقة، على أن أخاف الله سبحانه، وأن أنفذ ما أمرنا الله به. وأن أمتنع عما نهانا عنه، وذلك لتنفيذ توجيهات ولاة الأمر، التي تصب كلها على العمل بنزاهة وإتقان»، مردفاً أن «الإنسان مُعرّض للخطأ والصواب. وهدفنا في الإمارة؛ أن نعمل وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى، ثم ولاة الأمر، الذين يؤكدون دائماً على خدمة المواطنين. وهذا واجبنا، وليس منة من أحد. ويشهد الله أن ما قمنا به ليس فيه مخالفة لله سبحانه. وهذا يشعر المسؤول أنه برأ ذمته أمام الله، ثم أمام القيادة، والمواطنين». واعتبر إمارة الشرقية، «أحد الشواهد التي يُحتذى بها، من خلال إطلاقها مبادرات، تزيد عن ال22. كان آخرها مبادرة «جائزة الدعوة والمساجد» قبل أسبوع. وهذا إن دل على شيء؛ إنما يدل على أن هذه البلاد بجميع فئاتها ومكوناتها، قادرة على التأقلم مع التطور الحاصل في هذا العالم»، مبشراً الحضور بأن دولتهم «حريصة على تجنب مشاكل العالم، بقدر المُستطاع، بالتعاون مع شعبها العظيم». وقدم الأمير محمد بن فهد، شكره لنائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز، «على جهوده في خدمة المنطقة وأبنائها، وخدمة دينه قبل كل شيء، وعمله الدؤوب»، لافتاً إلى أنه «حريص على خدمة الناس، بإخلاص ونزاهة وأمانة. ويجمع في صفاته الحكمة، والتسامح، والحزم». كما قدم شكره إلى الشيخ محمد زيد آل سليمان، ورئيس محكمة الاستئناف في المنطقة الشيخ عبد الرحمن الرقيب، «على ما قاما به من نصح وتوجيه، وقيادة أمور الناس الدينية، وتوجيهاتهما السديدة». وأضاف «سعدت وتشرفت بخدمة أهالي الشرقية. ويحز في نفسي ترك هذه المنطقة العزيزة علينا جميعاً. ولكن لكل إنسان ظروفه، ومحبتي وتقديري للجميع فوق كل اعتبار»، معرباً عن احترامه «لكل مواطن ومواطنة، عملوا معهم في أجهزة الدولة، أو في أعمال الخير والبركة. وكذلك رجال الأعمال، الذين ساهموا في المناشط الاجتماعية والخيرية»، معتبراً أمير الشرقية الأمير سعود بن نايف، «ليس بالغريب على المنطقة، إذ عمل فيها لأكثر من 9 سنوات. وسيكمل مسيرة التنمية والبناء في المنطقة، لخدمة دينه ومليكه ووطنه».