«مو يان».. الكلمة الصينية هذه معناها (اسكت).. والكاتب الصيني الذي يتحذ اللفظ هذا اسما يكتب به يفوز بجائزة نوبل لهذا العام.. لأنه لم يسكت. لكن السيد (اسكت) يقف على منصة جائزة نوبل ويقص في خطابه الرسمي: «في طريقي إلى هنا.. وفي المطار.. جعلوني أخلع حذائي وحزام بنطلوني» والسيد (اسكت) يصيب العالم بالذهول وهو يثني بشدة على الرقابة هذه: «الرقابة هي التي تخلع الأحذية في المطارات وتخلع الكتابات من الصحف». ولما كان السيد (اسكت) يتلقى جائزته في استوكهولم كنا في الخرطوم نخضع لمنع كامل لكتاباتنا في صحافة الخرطوم وعلى صفحات الفيس بوك نحدث في مقالات ست عن (أطول شهر في تاريخ الإنقاذ). وهنالك نحدث عن اختطاف كامل للسودان ما بين انقلاب (قوش – ود. إبراهيم) وحتى إبعاد دكتور غازي عن التنظيم الإسلامي واختيار دكتور الزبير.. المثقف المثالي ثم اختيار مجلس شورى للتنظيم الإسلامي الحاكم بطريقة ملكة بريطانيا… تملك ولا تحكم إلا قليلاً ومجلس الشورى يختار الفريق بكري حسن صالح نائباً للزبير.. وكأنها إشارة إلى سلطان الحزب الحاكم على التنظيم.. لينتهي الأمر بانقلاب كامل يجرد الحركة الإسلامية من ملابسها في الطريق العام! وأسلوب (الضب) الذي تتخذه المخابرات العالمية في السودان والذي يصنع الخطوات هذه رغما عن إرادة واسعة في الحزب الحاكم يريد للأمر أن ينتهي هناك، والضب حين يريد تضليل من يطارده يقطع ذيله بنفسه، وبينما الذيل يتخبط ليجذب عيون المهاجم يكون الضب قد هرب من الموت، وتخبط الحركة الإسلامية المدهش الآن كان في حقيقته إخفاء لجسم كامل غريب يدير السودان الآن.. في إدارة للمنطقة بكاملها. والنائب البرلماني البريطاني.. جورج جالوي المثقف والشهير بمساندته للقضية الفلسطينية والذي قدم محاضرة في الخرطوم ظهيرة الأحد 6 يناير يقول إن (سايكس – بيكو) الأولى التي قسمت العالم العربي والإسلامي في الربع الأول من القرن الماضي تتكرر الآن في طبعة جديدة بصفحات أكثر سماً، وإن السودان هو لب النواة في التفجير الذي يصنع الآن. وظهيرة الجمعة منتصف نوفمبر كان الأستاذ علي عثمان محمد طه يتحدث في قاعة الصداقة مخاطباً مؤتمر الحركة الإسلامية. وبعنف يختلف تمامًا عما عرف به الاستاذ علي عثمان من الهدوء، كان الرجل يطلق التحذير والحضور (2500 من قيادات الحركة الإسلامية) يشعرون بشيء مثل خيط الدخان أو خيط النار يتصاعد من شيء لا يعرفونه. ساعة الظهيرة تلك كانت هي ذاتها ساعة الانقلاب. ولما كان الخطاب الملتهب يدوي في القاعة كانت عربات جنود الأمن تنطلق بجنون في طرقات الخرطوم تعتقل قادة الانقلاب. كان الأمر كله معركة أطرافها هي السودان والحزب الحاكم في السودان والحركة الإسلامية في السودان والمخابرات العالمية. المعركة التي كانت تنطلق منذ عام 1992 وترسم (الكونتور) في عالم السودان اليوم.. ونحكي..