عندما قال المؤلف المسرحي برتولد بريخت على لسان أحد أبطاله (الذين يضحكون، لم يسمعوا بعد بالأنباء السيئة) لم يكن يدري أن القضية سيكون لها ذلك البعد المأسوي. وفي أحيان كثيرة يستعصي التكهن بالحقيقة خاصة إذا كان الموضوع متعلقاً بما يقوم به آخرون، أنت لا تملك من تفكيرهم شيئاً. في حانة من حانات مدينة سان سلفادور كان السنيور رودريقوس يحتسي بعض الجعة، وكان يتسامر مع صاحب الحانة، ويصف حبه لزوجته إيزابيلا الذي امتد ثلاثين عاماً. وأنه سيحتفل معها في الأسبوع المقبل بعيد زواجهما الثلاثين في هذه الحانة بعد أن يدعوَ أصحابه جميعهم. عندما أفرغ جندي الحكومة رصاصاته في صدره فأرداه قتيلاً: صاح صاحب الحانة بفزع: لماذا أطلقت عليه النار؟ أجاب جندي الحكومة: موعد حظر التجول.. ولكن الساعة الآن الثانية عشرة إلا ربعاً.. بقي من الوقت ربع ساعة.. أجاب جندي الحكومة بوجه يخلو من التعبير: ولكني أعرف أين يسكن السنيور رودريقوس.. إنه يسكن في الطرف الغربي من المدينة بالقرب من النهر، ومع صعوبة المواصلات الليلية، فإنه بأية حال من الأحوال لا يمكن أن يصل منزله قبل حلول موعد حظر التجول. ثم إن ورديتي أوشكت على الانتهاء. وفي منزل السنيور رودريقوس كان جندي الحكومة يرفع قبعته وينحني لزوجة السنيور رودريقوس، وهو ينقل لها الأنباء السيئة.