نجح فريق طبي من مدينة الملك فهد الطبية مؤخراً، في استئصال ورم ضخم جدا في المبيض الأيمن بحجم يقارب ال 100 كيلو جرام، يملأ تجويف البطن والحوض لمريضة سعودية في العقد السادس من عمرها. وقال المدير الطبي لمستشفى النساء التخصصي واستشاري جراحة الأورام النسائية ورئيس الفريق الجراحي، الدكتور عبدالعزيز العبيد، أن المريضة كانت تعاني انتفاخاً شديداً في منطقة البطن والحوض، بسبب ورم في المبيض الأيمن، حتى عجزت عن الحركة، وباتت مضطرة إلى الاضطجاع على الجنب الأيسر باستمرار، وتعذر عليها تغيير وضعيتها لأشهر عديدة، ما سبب لها تقرحات والتهابات شديدة في الجلد. وكانت المريضة تعلم منذ ثلاثة أعوام عن وجود الورم، ولكن خوفها من المستشفيات جعلها تحجم عن العلاج، منوّها بزيادة وعي الناس حول المشاكل الصحية، مبيناً أن الدراسات لم تكشف أي زيادة ملحوظة في أورام المبيض، ويوضح أن الأورام الخبيثة ليس لها أعراض واضحة، كما أنها ليست مؤلمة، وتشخص عادة في مراحل متأخرة، والمؤسف عدم وجود جهاز للكشف المبكر عن الأورام فوق المبيض. كما ذكر د.العبيد أنه تم تنويم المريضة مباشرة في العناية المركزة لخطورة حالتها، فخضعت للفحوصات، وشخصت كحالة « عناية حرجة»، تتطلب مختصين مختلفي التخصصات، كما أجرت أشعة صوتية فقط، حيث يتعذر عمل أشعة مغناطيسية أو مقطعية، لكبر حجم الورم، وقرر الفريق الطبي ضرورة التدخل الجراحي. وأضاف»تمكَّن الفريق الطبي من إجراء التخدير والمريضة مستلقية على الجنب الأيمن لعدم إمكانية وضعها على ظهرها واستخدم سريرين متجاورين لضخامة حجم الورم، وتمَّ سحب السوائل من الورم، حيث بلغت أكثر من 80 لترا، بعدها عمد الفريق الطبي إلى استئصال الورم والمبيض الأيسر لوجود ورم آخر بطول 15 سنتيمترا ، مشيرا إلى أن المريضة بقيت في العناية المركزة بعد العملية قرابة الشهر وأخرجت إلى جناح التنويم بعد تحسن حالتها». وأكد الدكتور عبدالعزيز العبيد أن المريضة خضعت لعناية تخصصية فائقة بسبب المضاعفات التي سببها الورم، حيث استكملت العناية الطبية من قسم التمريض والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، وفريق العناية بالجروح، وأصبحت تستطيع تحريك أطرافها والحركة بشكل أكبر، الأمر الذي مكَّنها من متابعة العلاج بعد خروجها من المستشفى عن طريق خدمة العلاج المنزلي، لافتا إلى أن المريضة كانت تزن عند التنويم 158 كيلوجراماً وبعد خروجها أصحبت بوزن 55 كيلوجراماً بعد إزالة الورم، أي أنها فقدت 153 كيلوجراماً من وزنها بعد استئصال الورم، وتبيَّن عند تحليل الأنسجة أن الأورام حميدة، ما يعني شفاء المريضة بشكل تام بفضل الله.