- اسمع.. والله أنا كل ما أشوفك أتذكرك! تصور.. هذا الشخص كل ما يشوفني يتذكرني وهو يعتبر هذه ظاهرة تدعو للحيرة إذ إن شكلي يذكره بشكلي ولا يذكره بموسيليني مثلاً أو جنكيز خان أو الملك رع بن كع.. والحقيقة أنا نفسي فطنت إلى حكاية غريبة فكنت أقول له: - والله يا أخي حكاية غريبة.. تصور أنا كل ما أشوف نفسي في المراية قاعد اتذكر خلقتي دي.. حكمة الله. وكان هو يؤمن على كلامي ويوافق على كل حرف فيه لأنه هو ذاته عندما يرى شكله في المرآة يتذكر خلقته.. حكمة الله. وبمناسبة التذكر الذي ينفع المؤمنين فقد كانت هناك أغنية يغنيها الفنان الراحل أحمد الجابري (رحمه الله) تقول في مقطع من مقاطعها: لو كان في زول فكرا (فكرها) الريدة ما بتنكرا (بتنكرها) وهذه تحتاج لسكرتيرة تذكرها بأن هناك حبيباً في مكان ما وعليها أن تتذكره فتقوم (طوالي) تتذكره ولا تنكر الريدة. والشاعر عزمي أحمد خليل جاء بحالة أحسن من حالة الزولة المذكورة أعلاه. حيث يقول: عشان ما تنسى ذكرتك.. لقيتك إنت متذكر.. فطوبى لتلك الذاكرة الحديدية التي جاء ليذكرها ووجدها متذكرة.. تماماً كما كان والأخ أحد الأساتذة، قال لي أن شخصاً يعرفه كان عندما يقابله يصيح: - يا زول كل ما أشوف لي حمار أتذكرك. لأن الأستاذ كان قد ذهب مع الشخص المعني لسوق الحمير وساعد الرجل في شراء حمار!.