هدد الرئيس السوداني عمر البشير الأحزاب المعارضة التي وقعت على اتفاق مع تحالف الجبهة الثورية المتمردة بالعاصمة اليوغندية (كمبالا) لإسقاط النظام بأنهم سيجدون الحسم والحساب. وقال إن المعارضين والخونة والعملاءالموجودين في كمبالا وأوروبا باعوا أنفسهم للشيطان، ووصفهم بأعداء الدين والوطن، هدفهم تغيير النظام في السودان، قائلاً إن طريق حكم السودان ليس عبر كمبالا بل عبر الشعب. لكن تحالف المعارضة قلل من هجوم الرئيس، وقال إنها كانت تتوقع مثل هذا الهجوم، وتعهد بعدم التخلي عن العمل لإسقاط نظام البشير. وأكد البشير لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً بولاية الجزيرة جنوبالخرطوم، عزم الحكومة التصدي لأي محاولة تهدف للنيل من استقرار البلاد. وجدد رفض الحكومة لوثيقة الفجر الجديد الهادفة لتغيير النظام، وقال إن كل الموقعين سيجدون الحسم والحساب. ووصف البشير الموقعين على اتفاق كمبالا بالخونة والمارقين والطابور الخامس، وقَطَعَ بعدم قدرتهم على تغيير الحكم بالبلاد، وأنه لن يتسنى لأحد إلا بموافقة الشعب لابمباركة أمريكا أو القدوم من كمبالا أو إسرائيل. وتعهد بمضي الدولة في جمع الصف الوطني والإسلامي لتوحيد الكلمة وتوحيد كل أهل القبلة، مشيراً إلى الدور الكبير لولاية الجزيرة في الحركة الوطنية وتحقيق الاستقلال منذ مقاومة «ود حبوبة» بمنطقة الحلاوين إلى مؤتمر الخريجين بود مدني. من جهته قال رئيس تحالف المعارضة فاروق أبوعيسى ل «الشرق»: إن هجوم الرئيس البشيرعلى الأحزاب الموقعة على اتفاق كمبالا كان متوقعاً، وطالب البشير بمعالجة مشكلات السودان وإخراج شعبه من حالة الفقر والتخلي عن هجومه للمعارضة، وتوقع تضييق النظام الحاكم على المعارضة. في السياق أعلن والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر عن التوصل إلى هدنة بين قبيلتي (الرزيقات الأبالة وبني حسين) لوقف القتال الذي اندلع بينهما منذ الأسبوع الماضي حول منجم خاص بالتعدين التقليدي للذهب في تلك المنطقة راح ضحيته مئات القتلى. وأوضح الوالي في تصريحات، أن الجهود التي بذلتها حكومات ولايات شمال وغرب ووسط دارفور والإدارات الأهلية ولجنة الحكماء تجاه الأحداث تكللت بالوصول للهدنة. وقال إن الاتفاق تضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار وإسعاف الفارين من المناطق التي تأثرت بالأحداث والتبشير بالاتفاقية وتحديد يوم الخميس المقبل موعداً لاجتماع الأطراف بمحلية «سرف عمره» للوصول إلى حلول ناجعة. واعتبر الوالي أن الاتفاقية ستفتح الطريق لإنهاء الصراعات بين كافة شرائح المجتمع بالولاية.