المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات تعني الدور الذي تقوم به تلك المؤسسات تجاه المجتمع من تقديم الخدمات أو الرعاية نظير ما تكسبه داخل المجتمع، وتقاس به مواطنة الشركات، وعادة ما يدور النقاش حول سؤال «ماذا قدمت الشركة الفلانية أو البنك العلاني للمجتمع»؟ فالبنوك التي تكسب المليارات يتفق كثير حول ضعف مساهمتها في مشاريع التنمية والخدمات. « ماهي إسهامات البنوك والشركات في الصحة والتعليم والتوظيف؟. إن تخلي المؤسسات عن دورها الاجتماعي هو قصور في إحساسها بالوطن والمواطن، وفي تنمية المستوى الاجتماعي والحضاري، وفي المجتمعات المتحضرة مؤسسات المجتمع المدني هي من يضطلع بالأدوار والمسؤوليات حتى وإن كانت غير ملزمة بذلك ايماناً منها بالمشاركة الاجتماعية . وبما أننا في الصفحة النفسية نهتم بالجوانب النفسية والاجتماعية والتربوية، لفت انتباهي استقطاب»صحيفة الشرق» الموهوب «باسل الثنيان» كأصغر كاتب موهوب، وأرى أن اللفتة الجميلة التي قامت بها «الشرق»، رغم قدرتها على الاكتفاء باستقطاب كتاب كبار لهم مكانتهم وتأثيرهم في المجتمع وتقف عند هذا الحد، إلا أنها كانت مبادرة مسؤولة، انطلاقا من مبدأ المسؤولية الاجتماعية، وعلى عديد من المؤسسات والشركات أن تبادر وتقدم مبادرات فردية لشبابنا المبدعين والموهوبين في شتى المجالات فهم كُثر، وأكثر ما يعاني منه الموهوبون والمبدعون هو الاهتمام بمنتجاتهم وإبداعاتهم سواء هذا المنتج أدبي ثقافي كما فعلت «الشرق» مع باسل، أو منتجات أخرى علمية وفنية. هذا وليس من باب العيب إن اعتبرها البعض مجرد بهرجة إعلامية ولم لا، إنه الدور الإعلامي الذي يلفت الانتباه، هو من يعلق الجرس ويبادر، والمؤسسات المالية كالبنوك والشركات الضخمة التي لا يخفى على أحد ضخامة دخلها وضعف مردودها على المجتمع معنية برفع مستوى مسؤوليتها سواء في المساهمة في توظيف الشباب العاطلين عن العمل أو تقديم مشاريع خدمية ينتفع منها الناس. إن تجربة «الشرق» ليست كافية ولكن يجب أن نعتبرها من باب الدور الإعلامي، وتسليط الدور على قضية «المسؤولية الاجتماعية» حتى وإن كانت عن طريق التطبيق وليس النصح، ومن باب تمثيل الدور للمؤسسات التي لا تتعلم بالنصح والإرشادات الكلامية.