نجح قسم الأطفال في مستشفى المخواة العام من تشخيص حالتين من مرضٍ نادر غير مُعدٍ يُصيب الأطفال الرضع خلال أسبوع واحد، ويدعى مرض كاوازاكي -نسبة لمكتشفه العالم الياباني-. ومرض كاوازاكي هو التهاب في الأوعية الدموية متوسطة الحجم يتظاهر بأعراضٍ؛ كالحرارة العالية لمدة تتجاوز الخمسة أيام، وطفح جلدي، وتقرحات بالفم، وتغيرات تصيب اللسان، وإحمرار بالعينين، وتورمات باليدين والقدمين، بالإضافة إلى تظاهرات أخرى لإصابة بعض الأجهزة الأخرى من الجسم كالقئ، والإسهال، والسعال. من جهته، بيَّن مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام والتوعية الصحية المتحدث الرسمي بصحة الباحة “ماجد بن علي الشطي” أن الحالة الأولى تتمثل في حالة الطفل “م . غ” سعودي الجنسية البالغ من العمر عاماً وشهرين، لافتاً إلى أن الطفل راجع عيادة الأطفال بمستشفى المخواة العام بعد أن استنشق ماء البحر بينما كان يلعب برفقة ذويه، وأصيب بالسعال. وذكر أن الفحوصات الطبية من قبل الطبيب “سنان الناشي” كشفت أن صدره لا يشكو من أي علة وهو بصحة جيدة، ولكن الطبيب لاحظ أثناء الكشف الطبي لجسم الطفل وجود تقشرات في جلد يديه وقدميه، وعند سؤال ذويه عن هذه التقشرات تبين أنها حدثت منذ يومين فقط. وأضاف الشطي “بعد سؤال الطبيب لذوي الطفل عن بعض الأعراض النوعية التي أُصيب بها مؤخراً؛ كالحرارة تبين أن المريض كان قد عانى من ارتفاع في درجة الحرارة لمدة أسبوع – قبل عشرة أيام من مراجعته للعيادة-”، لافتاً إلى أن الطفح الجلدي وإحمراره وتقرحات الفم كان يعاني منها مؤخراً، واختفت تماماً عند مراجعته للعيادة. وبيّن أن الطبيب شخَّص حالة المريض مبدئياً بأنه مُصاب ب”مرض كاوازاكي”، وأجريت للمريض تحاليل لُزوجة الدم التي كانت مرتفعة بنسبة 90%، مشيراً إلى أن المريض حُوِّل إلى عيادة أمراض القلب بقسم الأطفال في مستشفى الملك فهد بالباحة، وتحت إشراف استشاري أمراض قلب الأطفال الدكتور أحمد الزهراني. وقال إنَّ استشاري أمراض قلب الأطفال أمر بإجراء أشعة تليفزيونية، وكشفت أن القلب سليم وغير مصاب، وباليوم نفسه تلقى العلاج النوعي، وخرج من المستشفى مُعافى وسليماً مع جدولة مواعيد له من أجل متابعة الحالة. وتابع: أما الحالة الأخرى؛ فهي لطفل (ر. م) مصري الجنسية عمره عامان وشهران الذي راجع المستشفى منذ خمسة أيام بدواعي ارتفاع في الحرارة، بالإضافة إلى تشققات بالشفاه، وتقرحات بالفم، وتورمات باليدين والقدمين وإحمرار بها، وكذلك إحمرار شديد بالعينين بدون إفرازات صديدية، وكذلك إصابته بالقياءات والإسهال، وقلة الأكل وعند السؤال عن طفح جلدي تبين أنه أصيب به قبل يومين واختفى. وقال “باشر الحالة كل من الدكتور أسامة عويشة، والدكتور سنان الناشي، وبعد عمل التحاليل اللازمة تبين أن سرعة لزوجة الدم عالية بنسبة 85%”، مشيراً إلى أن المرض شُخَّص بإصابة المريض بمرض “كاوازاكي” وحُوِّل المريض إلى عيادة أمراض القلب أطفال بمستشفى الملك فهد في الباحة، حيث أشرف الدكتور عبدالمجيد الموازيني (استشاري القلب عند الأطفال) على الحالة، وعمل لها أشعة تليفزيونية. وأضاف “تبين أن القلب وشرايينه الكليلية سليم ولله الحمد، ونُوم الطفل بالمستشفى؛ حيث أعطي العلاج النوعي للمرض، وبعدها انخفضت الحرارة، وزالت جميع الأعراض المصاحبة، وخرج من المستشفى، وأعطي موعداً لمراجعة العيادة للمتابعة”. وأوضح شطي أن مستشفى المخواة العام وبالتعاون مع استشاريي أمراض القلب بمستشفى الملك فهد استطاع أن يشخَّص حالتين من مرض كاوازاكي، مشيراً إلى أن الحالتين أعطيتا العلاج النوعي في الوقت المناسب ولم يتسبب المرض بأي مضاعفات خطيرة على قلبيهما من فضل الله. وبيَّن أن أهمية المرض تأتي في كونه يصيب شرايين القلب الإكليلية، ما يؤدي إلى توسعها، وأحياناً تجلط الدم بداخلها، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياة المريض، لافتاً إلى أن هذا المرض اكتشف في اليابان منذ فترة طويلة. وقال”كل عام يكتشف الطب حالات جديدة أكثرها في آسيا وشرق آسيا، ويكثر في فصلي الشتاء والخريف؛ حيث تكون نسبة المرض 29 حالة لكل 1000000 طفل – وهي نسبة قليلة- ومن فضل الله، فإن العلاج النوعي لهذا المرض متوافر واستخدامه خلال فترة عشرة أيام منذ بداية الأعراض يقلل نسبة الإصابة القلبية من 25% إلى 3% ويحتاج المريض بعدها إلى متابعة لمدة لا تقل عن ستة أشهر كحدِّ أدنى. الباحة | ماجد الغامدي