مرض كاواساكي من الأمراض النادرة التي تصيب الأطفال ولا يعرف عنه الكثيرون معلومات كافية حول أسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه، وفي هذا الحوار يتحدث استشاري طب الأطفال الدكتور علي الحلبي عن طبيعة هذا المرض وكيفية الإصابة به ومضاعفاته وطرق الوقاية والعلاج منه. ما أعراض مرض كاواساكي؟ سؤال يطرح كثيرا من قِبل أهالي المرضى، عندما يتم إخبارهم بأن حالة أي مصاب تم تصنيفها بهذا المرض الغريب والنادر. يبدأ المرض بحرارة مرتفعة من دون سبب واضح لمدة خمسة أيام على الأقل ويكون الطفل خلالها قابلا للتهيج أو الاستثارة بشكل سريع، وقد يصاحب الحرارة أو يتبعها التهاب في ملتحمة العين ما يسبب احمرارها دون إفرازات، وقد تظهر أنواع مختلفة من الطفح الجلدي قد تشابه طفح الحمى القرمزية أو طفح الحصبة أو الحساسية أو غيرها ويشمل عادة الجذع والأطراف وربما يشمل منطقة الحفاظ، وقد يشمل كامل الجسم. كما أن التغيرات الفموية قد تكون في شكل احمرار الشفتين مع الجفاف والتشقق واحمرار اللسان «يسمى لسان الفراولة» وأيضا احمرار الحلق، أما اليدان والقدمان فقد تنتفخان مع احمرار في راحة اليدين أو القدمين، وهذه التغيرات الطرفية يصحبها تقشرات لرأس أصابع اليدين أو القدمين لكنها بالعادة تظهر بين الأسبوعين الثاني والثالث من المرض. وأكثر من نصف المرضى المصابين يعانون تضخما للغدد الليمفاوية في الرقبة وعادة تتأثر غدة واحدة ويزيد حجمها على 1.5سم وأحيانا تظهر أعراض أخرى مصاحبة مثل ألم انتفاخ في المفاصل، ألم بطني، إسهال، تهيج شديد، صداع، أما إصابة القلب فتكون هي الأكثر خطورة في هذا المرض نظرا إلى إمكانية المضاعفات المستقبلية التي قد ترتب عليه. وقد تظهر المضاعفات القلبية على شكل أصوات إضافية لضربات القلب أو عدم الانتظام في ضربات القلب أو قد تكتشف عن طريق الموجات فوق الصوتية. والالتهاب القلبي ربما يؤثر في طبقات القلب الثلاث وهي التهاب التأمور «الغشاء المغلف للقلب» أو التهاب عضلة القلب أو التهاب الشغاف أو بطانة القلب والتأثير في صمامات القلب ولكن يبقى تمدد الشرايين التاجية هو الأكثر شيوعا. هل يتشابه المرض لدى كل الأطفال؟ تتفاوت حدة المرض من طفل إلى آخر، وبعض الأطفال قد لا تظهر عليهم جميع العلامات المرضية، وأغلبهم لا يعانون تأثر القلب بهذا المرض، ويظهر التمدد الشرياني فقط في 2 % من الأطفال المعالجين، ويكون المرض في شكل غير مكتمل أي لا ترى فيه العلامات المرضية المميزة وخصوصا في الأطفال الذين هم دون السنة الأولى من العمر ما يجعل تشخيص المرض أصعب في هذه المرحلة، وقد يحصل التمدد الشرياني في هذه الفئة العمرية. هل يختلف المرض في الأطفال عنه في البالغين؟ مرض كاواساكي مرض طفولي لكن أشكال مشابهة من التهابات الأوعية الدموية تظهر في الكبار لكن بصورة مختلفة. كيف يمكن تشخيصه؟ يكون التشخيص دقيقا إذا استمرت الحرارة لمدة خمسة أيام أو أكثر، بالإضافة إلى توفر أربع من العلامات المرضية الخمس التالية: التهاب ملتحمة العينين وتضخم الغدد الليمفاوية الرقبية مع طفح جلدي وتغيرات الفم واللسان وفي شكل تغيرات الأطراف. كل هذا في حال عدم وجود أمراض أخرى تشرح وجود هذه العلامات. وفي حالة توافر أقل من أربع علامات فإن الشكل غير المكتمل من المرض يجب أن يكون في الحسبان لتفادي المضاعفات الممكنة. وما أهمية التحاليل الطبية في هذا المرض؟ التحاليل المخبرية تفيد في معرفة درجة الالتهاب لكنها ليست مخصصة لهذا المرض، وتمنح مؤشرات الالتهاب المخبرية حيث تشمل زيادة معدل ترسب كريات الدم الحمراء ESR، زيادة عدد كريات الدم البيضاء leukocytosis، فقر الدم anemia «انخفاض خضاب الدم»، ويكون عدد الصفائح الدموية طبيعيا في الأسابيع الأولى من المرض ثم تبدأ بالارتفاع منذ الأسبوع الثاني. ويحتاج المريض إلى فحوص دورية وتحاليل مخبرية حتى تعود مؤشرات الالتهاب للوضع الطبيعي. أما الفحوص الأولية فيجب أن تشمل تخطيط القلب الكهربائي EKG وتصوير القلب بالموجات فوق الصوتية echocardiogram للكشف عن التمددات الشريانية وتقييم شكل وحجم الشرايين التاجية وعند وجود أي تمددات شريانية فيلزم متابعة المريض سريريا وعن طريق الفحص بالأشعة الصوتية بشكل دوري. هل يمكن علاجه والشفاء منه؟ الغالبية العظمى من المرضى يشفون منه تماما ولكن بعض المرضى قد يعانون مضاعفات قلبية على الرغم من استخدام العلاج المناسب والمرض لا يمكن منعه، ولكن الطريقة المثلى لتقليل المضاعفات القلبية هي التشخيص المبكر والبدء في العلاج بشكل سريع ومناسب. وما العلاجات المتوافرة؟ إذا تم تشخيص المريض فيجب إدخاله للمستشفى للمتابعة والعلاج، وينبغي أن يبدأ العلاج في أقرب فرصة ممكنة لتقليل المضاعفات القلبية. يتكون العلاج من الأسبرين والغاماغلوبيولين عن طريق الوريد بجرعات مرتفعة. وكلا العلاجين يساهمان في تقليل الالتهاب الجسمي واختفاء الأعراض والعلامات المرضية والغاماغلوبلين علاج أساسي لهذا المرض وأثبت فعاليته في منع المضاعفات القلبية في نسبة كبيرة من المرضى. أما أدوية الكورتيزون فقد يحتاج إليها في علاج الحالات الصعبة التي لا تستجيب للغاماغلوبيولين. كم تستمر فترة العلاج؟ الجرعة العالية من الغاماغلوبيولين تعطى عادة مرة واحدة في أغلب المرضى وأحيانا قد يحتاج إلى جرعة أخرى أما الجرعة العالية من الأسبرين فتعطى حتى تنخفض الحرارة ثم يعطى بجرعة منخفضة والتي تعمل كمانعة للتخثر بسبب تأثيرها في الصفائح الدموية، وهذا مهم لأن التهاب الأوعية الدموية قد يصحبه تخثر، وأحيانا انسداد في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى احتشاء وموت لبعض الأنسجة. وإذا لم يكن الطفل مصابا بمضاعفات قلبية، فيستمر الأسبرين لعدة أسابيع فقط، أما في حالة وجود المضاعفات فيمتد استخراج الأسبرين لفترة أطول .