قالت إحدى الفتيات المفرج عنهنّ في اتفاقية تبادل الأسرى بين نظام الأسد والجيش الحر، ل«الشرق»، أمس، إن عدداً كبيراً من النساء والفتيات لايزلن قيد الاعتقال التعسفي، وأوضحت أنه لم تخرج سوى ثلاث فتيات من أصل ثماني عشرة فتاة كنّ موجودات في مهجع واحد في أحد فروع المخابرات العسكرية، مؤكدة أنه لحظة إطلاق سراحهنّ اقتادوهنّ إلى أحد فروع الشرطة في منطقة «الحلبوني» وسط العاصمة دمشق، وقابلتهنّ لجنة مؤلفة من إيراني وروسي وثالث يُعتقد أنه تركي، ورجحت أن يكونوا من الدبلوماسيين، وقالت إن الشخص الإيراني سألهنّ عن عدد الفتيات المتبقيات في الفروع الأمنية وأسمائهنّ. وأشارت الأسيرة المحررة إلى وجود أعداد كبيرة من الفتيات والنسوة الكبيرات في السن موجودات كرهائن، وأن بعضهنّ يعدّ من المفقودين، موضحة أن هناك فتاة من مدينة «دوما» تدعى فاتن رجب يعتقد أهلها أنها ماتت تحت التعذيب، لكنها مازالت حية في أقبية المخابرات العسكرية، وكانت المخابرات الجوية اعتقلتها منذ أكثر من عام ثم حوّلتها إلى المخابرات العسكرية ووضعتها في زنزانة منفردة، ثم نُقلت منذ أربعين يوماً إلى السجن الجماعي، وبحسب المفرج عنها فإن رجب تعرضت لتعذيب شديد، ومن ذلك حقنها بإبر مجهولة في الرأس، كما حاولت الانتحار أكثر من مرة، وأضافت أن هناك طفلة معتقلة منذ ما يقارب العام ونصف العام من حمص عمرها اثنا عشر عاماً فقط، وتهمتها أنها غنت في إحدى المظاهرات للجيش الحر، منوهة أن المنتقبات المعتقلات عن الحواجز غالباً ما توجه لهنّ تهمة استدراج عناصر لخطفهم وذبحهم أو استدراجهم للانشقاق. وذكرت الأسيرة المحررة أن الاعتداء على الفتيات والنساء يحدث في حمص فقط، أما في دمشق فيقتصر الأمر على التحرش والسباب بكلام بذيء، وأن التعذيب الذي تتعرض له المعتقلات مرتبط بالتهمة الموجهة لهنّ، فهناك الضرب والتعذيب بالكهرباء، مضيفة أن هناك محاولات انتحار بين المعتقلات، إذ حاولت سيدة من مدينة حماة الانتحار باستخدام دبابيس، ونوّهت الأسيرة المحررة أن الطعام سيئ جداً، فالإفطار عبارة عن «كيلو لبن» لتسع عشرة معتقلة، بينما باقي الوجبات عبارة عن «بطاطا» أو «قرنبيط» ومعظمه لا يؤكل بسبب رداءة نوعيته وسوء الطهي.