لندن - دمشق - «الحياة»، أ ف ب - أعلن «الجيش السوري الحر» اعتقال خمسة عسكريين إيرانيين في مدينة حمص، مطالباً المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الإقرار بوجود عناصر إيرانيين في سورية وسحبهم مباشرة من البلاد. وقال بيان صادر عن «كتيبة الفاروق» في «الجيش السوري الحر» إن الإيرانيين الخمسة «يعملون تحت إمرة فرع المخابرات الجوية في حمص». وشدد على أن «جوازات سفرهم لا تحمل أي تأشيرة دخول أو إقامة أو تصريح بعمل ودخولهم جميعاً كان زمن الانتفاضة السورية» في إشارة إلى الاحتجاجات التي انطلقت في منتصف آذار (مارس) الماضي. وأرفق البيان بشريط مصور يظهر فيه رجال معتقلون وبحوزتهم جوازات سفر إيرانية. ولم يذكر البيان تاريخ اعتقال هذه المجموعة. وأضاف بيان كتيبة الفاروق «نحن نحترم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي ... ونناشده اليوم الإقرار بعبارة صريحة لا لبس فيها بوجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في سورية بغية مساعدة نظام الأسد في قمع الشعب السوري». وطالب البيان خامنئي «الطلب من جميع عناصر الحرس الثوري الإيراني الانسحاب مباشرة من الأراضي السورية»، مضيفاً: «ننتظر منه هذه الخطوة قبل ظهر يوم السبت». من جهة أخرى، ذكر البيان أن إيرانيين اثنين اعتقلا أيضاً في مدينة حمص وهما «مدنيان يعملان في محطة جندر الكهربائية» في حمص. وقال البيان: «بعد أن ثبت لدينا أن المجموعة الثانية في عبارة عن عمال مدنيين فسوف نجد في القريب العاجل بعون الله الوسيلة الآمنة لعودتهم لأهاليهم». وخلص بيان كتيبة الفاروق الذي استخدم لهجة هادئة تجاه الشعب الإيراني «الصديق» و «الأخوة الشيعة»، إلى الإشارة إلى وجود «معلومات إضافية ارتأينا عدم نشرها لوسائل الإعلام حرصاً منا على عدم الإحراج وترك الباب موارباً للإصلاح». إلا أن مصدراً في السفارة الإيرانية في دمشق نفى أمس ما قيل عن علاقة تربط الإيرانيين المخطوفين بالقوات العسكرية الإيرانية. ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن الملحق الإعلامي في السفارة قوله إن «الحجة التي أوردها الناطق باسم الخاطفين لدى عرضه صور جوازات سفر المخطوفين وإظهار توقيع معاون قوات الشرطة في إيران كدليل على أن المخطوفين هم عسكريون، حجة تثير الضحك لأننا إذا اعتمدنا هذه الحجة فإن سبعين مليون مواطن إيراني يحملون جوازات سفر وبحسب القوانين سارية المفعول يجب أن تختم جوازاتهم باسم معاون قوات الشرطة، فهل يمكن القول إنهم جميعاً عسكريون؟». لافتاً إلى أن إلغاء تأشيرات الدخول بين سورية وإيران يفسر عدم وجود تأشيرات على جوازات سفر المهندسين السبعة. ونفى الديبلوماسي الإيراني «الإشاعات بمشاركة قوات عسكرية إيرانية في الأحداث التي تشهدها سورية»، وكانت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «حركة مناهضة المد الشيعي في سورية» كانت تبنت قبل أسابيع خطف خمسة إيرانيين، وذلك بعدما أعلنت السفارة الإيرانية في دمشق أن خمسة فنيين إيرانيين يعملون في محطة للكهرباء في سورية خطفوا على أيدي مجموعة مجهولة. وعلمت «الحياة» أن «المجلس الوطني السوري» طلب من تركيا وقطر أن تتولى المفاوضات في مساعي اطلاق الإيرانيين الخمسة، مقابل اطلاق معتقلين من المعارضة، وخاصة المقدم حسين هرموش. وقال عضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس محمد ياسين النجار ل «الحياة»، إن محاولات تجري للتفاوض في شأن اطلاق الايرانيين، الذي قال إنهم ينتمون الى الحرس الثوري الايراني، مشدداً على أن «التدخل الايراني واضح في الشؤون السورية». في موازاة ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن أحد عشر من الحجاج الإيرانيين خطفوا في سورية، وطلب من الحكومة السورية التدخل لتحريرهم، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) ليلة أول من أمس. وقال مهمانبرست الذي دان هذا العمل «بحسب المعلومات التي تلقيناها فان أحد عشر من الحجاج الإيرانيين الذين كانوا متوجهين عبر طريق دمشق خطفوا بيد مجموعة مجهولة». وأضاف: «نطلب من الحكومة السورية استخدام كل الوسائل... لتحرير الرعايا الإيرانيين».