يلحظ المتابع أن هناك انقساما واضحا لدى كتاب الرأي في صحافتنا لدى التعاطي مع الأحداث الجارية في كل من مصر والعراق. والتباين في الرأي أمر طبيعي بل إنه ظاهرة صحية خاصة في القضايا التي لاتمس الثوابت ولاتتعارض مع السياسة العامة للبلاد، غير أن انقسام النخب في بلادنا اتجه لمنحى آخر يتمثل في التعاطي مع الأشخاص، فإما أن تكون مع الإخوان (مرسي) أو ضدهم، على الجانب الآخر يلاحظ أن هناك إحجاما لدى كثيرين في تقدير حجم الخطر الداهم الذي يحمله الفكر السياسي المتغلغل في العراق والمتمثل في نوري المالكي وأجنحة التيار الشيعي الذين تحولوا إلى أدوات للساسة الإيرانيين تتلخص مهمتهم في تنفيذ الأجندة الإيرانية ليس في العراق فحسب بل إنهم يمارسون أدوارا شريرة خارجه. أنا هنا لست أقوم بدور محامي الدفاع عن النظام الحاكم في مصر ولا بدور المترافع ضد نظام المالكي، ولكنني ومن وجهة نظر المتابع أقول إن حجم الانتقاد الذي يمارسه البعض هنا ضد مرسي وحكومته، والصمت الذي يلتزمه ذلك البعض إزاء الممارسات البغيضة التي يقترفها المالكي وعصاباته لا يتوازيان أبدا، فالمقارنة بين النظامين تكشف الفارق الكبير بين نظام منتخب ونظام ارتقى لكرسي الرئاسة عبر دبابة أمريكية ونظام يمارس العمالة عيانا بيانا وآخر مستقل، ونظام بطش واستبداد ونظام يؤمن بالحوار ويحترم الرأي الآخر.