جورج ميكيش الكاتب الساخر البريطاني الجنسية، المجري الأصل، يذكر في كتابه «بلاد الين الساطع» وهو يتحدث عن اليابان أن اليابان عندما خرجت مهزومة في الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام 1945 لم تضيع الوقت في استيعاب هذه الحقيقة والتعامل معها، فعندما ظهرت الصناعة الأمريكية العملاقة في مجال السيارات وغزت مصانع فورد العالم تقدم اليابانيون إلى الغرب بطلب صغير قدموه على استحياء وهو أنهم أمة تتكون من أفراد قصار القامة وكل ما يطلبونه هو أن يتيح لهم الغرب الفرصة لإنتاج سيارات صغيرة يحشرون فيها أنفسهم ويتحركون بها في شوارع طوكيو الضيقة وحواريها ويقول ميكيش إن الغرب لم يجد مانعاً في إجابة ذلك الطلب صحيح أن اليابان هزمت واستسلمت وتم تقليم جميع أظافرها وتم منح ذلك الترخيص لأمة اليابان. ويقول ميكيش إن الغرب لم يندم في حياته على شيء مثل ندمه على ذلك القرار الذي وافق فيه على إجابة مطلب أمة اليابان، فلم يكن الغرب يتوقع أن تغزو أمة اليابان أسواقه وأسواق حلفائه بتلك المصائب الصغيرة التي يسمونها تويوتا وهوندا وميتسوبيشي وما إلى ذلك من أسماء لم تخطر على بال صانعي السيارات في الغرب وقد انطلقت في شوارع ديترويت مدينة السيارات الأمريكية وهي تستهلك من الوقود أقله ومن قطع الغيار الشيء اليسير الأمر الذي أثار الذعر في مفاصل الصناعة الأمريكية إلى يومنا هذا.