أكدّت دراسات اجتماعية عربية وغربية حديثة أهميّة الدعابة اللفظية لطلبة المدارس، وذكر المؤلف جوني ينغ في كتاب مائة فكرة لإدارة سلوك الطلاب والطالبات، أن الدعابة والمرح مهمّان، لخلق جو صفيّ محبب للجميع، ووجّه المعلّم لاستخدام أسلوب الدعابة، عندما يكون قادرًا على السيطرة، لما يحدث بعد المرح، وأن يتعلّق المزاح بالمادة، أو الموضوع المطروح، وحذّره من المزاح فيما يخص ذوات الطلاب، أو قيمهم العرفية الخاصة. وذكر مدرّس اللغة العربية في مدرسة أبي سعيد الخدري، في الدمام، الأستاذ منير العباد: «توجد نماذج كثيرة للدعابة اللغوية، مثل إلقاء الطرائف والأشعار والألغاز والمفارقات اللغوية المُضحكة، ولها بالغ التأثير على الطلاّب، فمن خلال تجربتي وجدت أن إلقاء الدعابة من قِبَل الأستاذ على طلاّبه، يساعد الطلاّب على استرجاع المعلومة وحفظها بيسر، وتساهم الدعابة في إدخال الأمن والطمأنينة في نفوس الطلاّب، وإزاحة الخوف عنهم». وانتقد العباد بعض من يرى في النكتة إضعافا لشخصيّة المدرّس، معداً ارتباطها بموضوع معيّن في داخل الصفّ، يجعلها في محلّها تماماً. وبيّن الأستاذ سليمان السويد، مشرف الصفوف الأولية في مكتب التربية في الظهران، بعض الضوابط والآداب في المداعبة اللفظيّة مع طلاب المرحلة الابتدائية وقال: «يجب أن تكون ضمن اهتمامات الطفل، وألاّ تتضمّن المداعبة التهكّم، على شخصه أو اهتماماته. وأن تكون مداعبته بما يحسنه خاصّة إن كان هذا الأمر مما يميّزه عن غيره، كما فعل صلى الله عليه وآله وسلم، مع فتاة صغيرة، كانت قد جاءت من بلاد الحبشة، فألبسها النبي ثوباً جديداً، ثم قال لها مداعبا: (هذا سنا، هذا سنا) وسنا في لغة الحبشة، الحسن الجميل».