للبرامج الحوارية نهجها الذي يختص بكل برنامج وحسب ما يرسمه له معدوه وكيف ما يختاره المقدم من بدايات ومن ضيوف، أكثرهم يتميزون بالأكشن الجميل المطلوب لإنجاح كل برنامج وترك صدىً يتردد خلف نهاية الحلقة، والذي يصنع للبرنامج قوته وجماهيريته ما ينقله المتابعون بعد البرنامج من حوارات أخرى تعلق على ما قاله البرنامج الفلاني والمحلل النجم. لقد شاهدنا أخيراً ما خلَّفته هذه البرامج من خلافات وأصوات متنازعة ومشاداتٍ نقلت لنا تاريخاً قديماً من المنازعات بين مشجعي الفرق، لكن الجديد في هذه البرامج أن الاختلاف لم يقف على ما تتناوله مباريات الفرق حسب ما يتحكم فيه الميول، الاختلاف يا قوم وصلَ إلى المنتخب!! وبانفتاحٍ كبير، وصار الجميع ينتقد منتخبنا الوطني ولاعبيه ومدربه وإدارييه ورئيس الاتحاد والتعاقدات والملايين والنجوم، وهذا في رأيي أحد أكبر الأسباب في انتكاسة المنتخب السعودي أخيراً ، كل المحللين ناقدون، وجميع البرامج أصبحت تصوب سهامها على المنتخب حتى أغرقت اللاعبين بسيول النقد، فأصبح اللاعب يفكر فيما سيكتب وما سيقال غداً في مانشيتات الصحف. لن أقول أن السبب الوحيد هو هذه البرامج، بل إن هناك أسباباً أخرى، من أهمها أن بعض لاعبي المنتخب لم يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية في كثير من المناسبات، وآخرها الخروج من تصفيات كأس العالم وما خلفته هذه الانتكاسات من سُلم متأخر بين فرق العالم، لكن المستوى بالإمكان تعديله وتغييره، أما الإحباط والتثبيط يقتل نجومية كثيرين، خاصة أن أكثر لاعبي المنتخب أعمارهم صغيرة، إضافة لعدم وجود ثقافة تقبل الرأي الآخر، وعدم فهم كثير من اللاعبين لمواجهة النقد والاستفادة منه لتصحيح واقع اللاعب، وعدم فهم كثير من المحللين لأهمية كل كلمة تقال أمام الآلاف من الجماهير والمشاهدين.