استنجدت الحكومة العراقية بنظيرتها الأردنية في محاولة لممارسة الضغط على القيادات العراقية السنية المقيمة في العاصمة عمان، للتخفيف من حدة الاعتصامات والمظاهرات التي تجتاح محافظة الأنبار العراقية. وقالت مصادر عراقية رفيعة المستوى ل «الشرق» إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، استنجد بالحكومة الأردنية للوساطة مع قيادات ووجهاء وشيوخ عشائر الأنبار المقيمين في عمان، للدخول في حوارٍ بغية خفض حدة التوتر في محافظة الأنبار والمناطق السنية. من جهته، اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عددا من الشخصيات العراقية المقيمة في عمان بأنها وراء الأحداث، حيث تمت الإشارة إلى السيدة رغد، كريمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور حارث الضاري، ورئيس ديوان الوقف السني السابق أحمد السامرائي، ووزير الشؤون الخارجية الأسبق علي الصجري، ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي، وغيرهم من القيادات العراقية، وكذلك قائد القوة الجوية العراقية الأسبق الفريق الطيار مزاحم صعب الحسن. وقالت مصادر إن عمان وجهت رسائل إلى حكومة المالكي، عبر سماحها لحزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن «جناح العراق» بإقامة حفل تأبين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في مجمع النقابات المهنية، بحضور شخصيات عراقية فاعلة، حيث تم تكريم مزاحم صعب الحسن، المقيم في الأردن، في الاحتفال، باعتباره أقدم سجين عراقي في سجون إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية. وقال أحد شيوخ العشائر العراقية، الذي يقيم في عمان ل «الشرق» إن لقاءً كان يتم الترتيب له بين وجهاء وشيوخ من محافظة الأنبار ورئيس الوزراء نوري المالكي، إلا أن اللقاء ألغي بسبب تصريحات المالكي، ووصفه بعض الشخصيات الفاعلة في محافظة الأنبار ب» الفقاعات النتنة»، الأمر الذي أدى إلى تراجع هذه القيادات عن اللقاء، والتصميم على إسقاط حكومة المالكي. وأكد مصدر أردني ل «الشرق» أن حكومة بلاده لن تتدخل في الشأن العراقي أو المظاهرات التي تحدث في محافظة الأنبار، وأن الأردن الرسمي يساند أي جهد لحفظ أمن واستقرار العراق، أما أي مواقف أخرى فيمكن أن يفهم منها أنها تأتي في سياق التدخل في الشان العراقي، والأردن سينأى بنفسه عنها لحساسية الموقف.