كأن ما يحكمهم هو ميثاق «القرف» وليس ميثاق «الشرف»! هكذا تبدو صورة الإعلاميين المصريين إلاّ من احترم نفسه وأبى أن يدنسها بالمال السياسي الفاسد! الكذب والنفاق والحسد والتبجح والانحطاط المهني والأخلاقي صارت «ماركة مسجلة» على وجوه أغلب الصحفيين والصحفيات والمذيعين والمذيعات، أولئك الذين باعوا أنفسهم لبقايا النظام الساقط، متوهمين أن بمقدورهم النفخ في رئة البسطاء الهشة حتى تنفجر ثورة الحرافيش! الثورة هذه المرة يريدونها في وجه الإرادة الشعبية الحرة التي اختارت رئيساً للبلاد، ودستوراً جديداً يمهد الطريق للمصريين لكي يحيوا بشراً بعدما حولهم نظام العسكر على مدى ستين عاماً إلى حيوانات لا تبحث إلاّ عن طعامها وغرائزها البهيمية! هؤلاء المنافقون الذين لم يتورعوا عن سب رئيسهم المنتخب، يحاولون الآن وبكل ما أوتوا من حقد وغل وكراهية أن يهدموا الوطن، بادعاء أن مصر على شفا الإفلاس! ولعلهم الآن يبحثون عن كذبة جديدة بعد أن فند الرئيس مزاعمهم في خطابه التاريخي الأخير أمام مجلس الشورى! هؤلاء الذين يبيعون وطنهم ليسوا في حاجة إلى ميثاق شرف، ولكن هم في حاجة إلى «كرابيج ناصرية» تقودهم إلى زنازين أمن الدولة، لعلهم يتطهرون ويعلمون أن الحرية لا تعني سلاطة اللسان وبث الإشاعات والأكاذيب التي تهدم الوطن. قلت للرئيس محمد مرسي من قبل: «كن دكتاتوراً يرحمك الله»، والآن أقول: «كربجهم.. يرحمك الله»، لعلمي أن مثل هؤلاء المنافقين لا تجدي معهم ديمقراطية ولا حرية ولا قانون مازال يعبث به قضاة العهد البائد، بل إن بعضهم لا يستحق أن يعامل كإنسان، وأعتقد أنني كنت وما زلت على حق!