ما يحدث في مصر الآن لا معنى له إلاّ أننا أمام عصابة من المتثاقفين، والأفاقين، والدجالين، والمتلونين، على درب السياسة تارة، وعلى درب العدالة تارة أخرى، يريدون أن تظل مصر على حالها من الفوضى. كلما اقتربت مصر من تحقيق الاستقرار على صعيد ما هب أولئك المنافقون عبر وسائل الإعلام العميلة للنظام البائد لتشويه الحقائق وبث المزيد من الشائعات التي تنخر في جسد المجتمع الذي لم يتعاف بعد من آثار انتفاضته الكبرى التي وضعت أقدامه على بداية طريق الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. آخر هذه التشويهات ما يردده هؤلاء المنافقون من أكاذيب عن الدستور الجديد، بغية إفشال طرحه للشعب للاستفتاء عليه، ومحاولة «بلطجية» شارع محمد محمود جر الداخلية إلى مستنقع الدماء من جديد في هذا التوقيت الذي تحتاج فيه مصر إلى كل دقيقة عمل للخروج من أزماتها الاقتصادية. هنا أقول للرئيس محمد مرسي: «كن دكتاتوراً يرحمك الله»! نعم فللثورة دكتاتوريتها التي تقصّر طريق النجاح، وتحقق المزيد من الاستقرار للشعب الظامئ للحرية منذ عقود. وأقول: تعلم يا فخامة الرئيس أن الفساد متجسد في رموز بعينها، وفي قنوات فضائية بعينها، وفي قضاة بأعينهم، فلماذا لا تتخذ قراراً باعتقال كل هؤلاء؟ صدقني سوف يصفق لك الشعب حينما يراك قوياً في مواجهة المفسدين، ودع عنك قول الأفاقين: «يجب أن تكون ديمقراطياً وتتقبل الرأي والرأي الآخر»!، فهؤلاء لا هم ديمقراطيون ولا يحزنون، إنهم خونة لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة ولتحترق مصر بمن فيها! أوجه هذا النداء للرئيس مرسي قبل ساعات من اتخاذه قرارات قيل إنها ستصب في مصلحة الشعب والثورة، ولا أدري إن كانت هذه القرارات ستكون كما يأمل الشعب فعلاً أم ستكون أقل من طموح الناس. ساعة قراءة هذا المقال ستكون القرارات قد اتخذت بالفعل، وهنا لا أملك إلاّ أن أصفق للرئيس على ما اتخذه من قرارات إن كانت على مستوى طموح الشعب، أو أن أنضم فوراً للمطالبين برحيله!