استغلت بعض النساء والفتيات تطبيق نظام (للعائلات فقط) للكسب المادي غير المشروع متجاهلات الهدف الذي من أجله تم تخصيص أماكن للأسر والنساء، وهو الحفاظ على خصوصية العائلات، حيث يقمن بإدخال الشباب والمراهقين إلى الأماكن الممنوع دخولهم فيها مثل: المجمعات التجارية، والمهرجانات المخصصة للعوائل بمقابل مادي يتراوح من خمسين إلى مائة ريال. وأبدت بعض الأسر في مهرجان الحدائق والنباتات في الجبيل تذمرهم من الأعداد الكبيرة للشباب داخل المهرجان على الرغم من وجود رجال الهيئة والدوريات الأمنية عند البوابات المخصصة للدخول والخروج. ويقول خالد ضافر الشلقاني “لم يواجه زملائي أية مشكلة في دخول الأماكن المخصصة للعائلات، وعند تعجبي من مقدرتهم على الدخول ذكروا لي عن أن بعض السيدات والفتيات يقمن بإدخال أي شخص بمقابل مادي، خصوصاً المتسولات الموجودات أمام البوابات، وذلك مقابل خمسين ريالاً يتم إدخال الشاب للمجمع”. وقال الشاب “الفرجار” الذي لقب بهذا الاسم لكثرة وجوده في الأماكن المخصصة للعائلات: “أدخل أي مكان مخصص للأسر بخمسين ريالاً سواء مجمعاً او مهرجاناً او خيماً تسويقية وبعض السيدات والفتيات لهن أرقام نقوم بالاتصال عليهن وتحضر إلى أي مكان وتقوم بإدخالنا بمقابل مادي، وقال “الفرجار”: مُنعنا وحرمنا من الدخول والتنزه والتمتع بأيام الإجازات من أجل النساء والعوائل، لكن مَنْ منعونا من أجلهن هن مَنْ يقمن بإدخالنا، وهذا دليل فشل هذا المنع، وأننا نستطيع الدخول بأية طريقة لكن لو وفروا لنا أماكن ترفيهية وتسويقية فلن نلتف على النظام، فكل الفعاليات والأماكن مخصصة للعوائل”. وأوضح مدير أحد المجمعات التجارية بالجبيل سعيد القحطاني قائلاً: “يحضر إلينا بعض الشباب ونمنع دخولهم حتى لا يسببوا لنا مضايقات ونفاجأ بدخولهم مرة أخرى بصحبة امرأة وفي هذه الحالة لا نستطيع التدخل وطلب إثبات من الشاب لأننا ليست لدينا صلاحيات بذلك، ولاحظنا أن بعض النساء تخصصن في إدخال الشباب ولا نتدخل إلا إذا تجول لوحده في المجمع نمسك به ونطالبه بأن يتجول مع أسرته أو يخرج”. وتقول بدرية إحدى المتخصصات بإدخال الشباب والمراهقين للمجمعات والمهرجانات مقابل مائة ريال وتحضر بعد الاتصال عليها، “إن بدرية ليس اسمي الحقيقي لكنه الاسم المتعارف عليه، وقد بدأت العمل في إدخال الشباب للمجمعات وكل الأماكن الممنوعين من دخولها منذ ستة أشهر، حيث ذكرت لي إحدى صديقاتي التي كانت تجلس معي للتسول عند أحد المجمعات أنه بالإمكان زيادة دخلنا من خلال مساعدة الشباب على الدخول للمجمع مقابل خمسين ريالاً، وبدأنا بتوزيع أرقامنا وفي كثير من الأوقات نحضر في المناسبات المهمة مثل المهرجانات أمام البوابات”. وعن كيفيه معرفتها لمَنْ يريد الدخول تقول “الأمر بسيط، فالشباب يجتمعون أمام البوابات بانتظار مَنْ يدخلهم وأتقدم منهم وأعرض عليهم إدخالهم بمقابل مادي وألقى موافقة سريعة منهم، وكل مرة أدخل اثنين من بوابة مختلفة حتى لا يكشف الأمن أمري، وفى مهرجان الحدائق والنباتات أدخلت الكثيرين، حيث وصلت حصيلتي يوم الخميس ألفي ريال”. وعن زميلاتها، قالت “أغلبهن متسولات في الأصل يقمن بالتسول وإدخال الشباب للمجمعات أيضا، وأضافت بدرية أن أشهر مَنْ يعمل بهذا المجال “أمينة” التي تعمل عند أحد أشهر المجمعات بالظهران وتقوم بإدخال أعداد كبيرة من الشباب في عطلة نهاية الأسبوع ويقولون إن دخلها في يومي الخميس والجمعة يصل إلى خمسة آلاف ريال، وقد وضعت لها مساعدات.وأضافت: “جميع المجمعات والأماكن المخصصة للعوائل يوجد عندها مَنْ يقمن بإدخال العزوبية أو الشباب بمقابل مادي وأن هذا الأمر منتشر منذ سنتين”، وذكرت أن سبب اتجاهها لمثل هذه الطريقة لكسب المال هو سبب تسولها للظروف المادية نفسها، وعدم وجود دخل للأسرة، فنحن سبعة أشخاص نعيش في ملحق من غرفتين مرتفع الإيجار، ووالدي متوفى ومعاشه لا يكفي لتوفير أبسط احتياجات الأسرة والجمعيات الخيرية لا توافق على مساعدتنا لوجود راتب للوالد”. الزميلة دلال العنزي تتحدث مع بدرية