هل رأيت كيف تنتشر مقاهي «الشيشة» في مدننا؟ لماذا هذا الهوس بمقاهي الأرقيلة؟ ثم لما أردنا أن نصدّر ثقافتنا للغرب لوّثنا شوارعهم الأنيقة بمقاهي الأرقيلة التي نشرناها في أغلب شوارعهم الشهيرة! أنا شخصياً أكره روائح الدخان، لكن أكثر ما يستفزني أن أرى أباً وأماً وقد أحضرا معهما طفلاً رضيعاً تغطيه أدخنة الأرقيلة من كل اتجاه! هل أبوان كهذين كفآن لتربية أطفال ورعايتهم؟ في أمريكا تحديداً يعاقب كل من يعرض أطفاله للخطر، سواء عبر قيادة السيارة بتهور أو بالكلام القبيح أمام الأطفال، أو بالعنف. أول أساليب حماية الأطفال هناك أخذهم إلى مراكز خاصة للعناية بالأطفال المعرضين للخطر في منازلهم. ماذا يمكن أن نقول عن أبوين يأخذان طفلهما إلى مقهى للشيشة، ويدخنان فوق رأسه لساعات طوال «وعيني عينك»؟ هل من قوانين تحمي الأطفال من أذى الأبوين وتردعهما عن التصرفات التي قد تقود إلى مخاطر على حياة أطفالهما، أو تسبب لهم أمراض مزمنة؟ هذه التصرفات من المعيب أن تُترك للناس تقرر فيها ما تشاء؛ لأنها تمس سلامة المجتمع وصحة أجيال المستقبل. أم أن من «الانفتاح» أن يدخن الأب الأم أمام أولادهما وكأن التدخين مثله مثل «شاهي العصرية»؟! إن كان لابد من هذا الوباء «الشيشة» فهل من الممكن وضع ضوابط صارمة تحدد التعاطي معه، وتحمي الأطفال والمراهقين من شرّه؟ أليس من واجب الجهات الرسمية المعنيّة أن تمنع تقديم «الأرقيلة» لمن هم دون سن ال18، وتمنع دخول الأطفال الرضع إلى المقاهي التي تقدم الشيشة والأماكن الأخرى التي تهدد سلامتهم؟