استوقفتني نسبة النساء المدخنات إذ بلغت (20%) من مجموع مدخني العالم البالغ عددهم (مليار) مدخن...بل إن مما يزيد في الألم والحسرة أن( 70%) من النساء المدخنات من الفتيات المراهقات!! مقابل 12%من الفتيان المراهقين في بعض الدول وتتساوى النسبتان في دول آخرى،وإذا كان العالم قد احتفل الأسبوع الماضي باليوم العالمي لمكافحة التدخين تحت شعار (التبغ خطر على كلا الجنسين....سهام تسويقيه تستهدف المرأة) إلا أنني لم أر تسليطاً للضوء على هذه الاحتفالية الهامة في إعلامنا بكل وسائلة المعروفة على الرغم من أن التدخين يعد السبب الثاني في قائمة الوفاة العالمية بعد ارتفاع ضغط الدم ومسئول عن قتل واحد من كل عشرة أفراد بالغين...ومع ذلك نشاهد استشراء ظاهرة التدخين عند النساء والمراهقات في بلادنا بشكل لا فت للنظر في السنوات الأخيرة إذ يبدو أن مجتمعنا (غير) حتى في الظواهر السلبية...وبرغم مصادقة دول الخليج على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التدخين كما صرح المدير العام التنفيذي لمجلس وزارة الصحة لدول الخليج إلا أن مجتمعاتنا تزيد إقبالاً على التبغ بمشتقاته ولاسيما (الشيش – والارقيلات – والسقاير) فأين المشكلة؟ إذن لا بد من تحرك إقليمي محلي لمشاطرة العالم هذه المكافحة فقد بدأت دول كثيرة الضرب بيد من حديد وفرض القوانين لمنع التدخين في الأماكن العامة والخاصة ومحاربته والتوعية بأضراره...ولا بد لنا من دور ريادي في هذه المكافحة طالما أننا على رأس قوائم المدخنين..والغريب في الأمر أن شركات التبغ يبدو إنها فطنت إلى انخداع المرأة بمظاهر التدخين وأصبحت توجه إعلاناتها للجنس اللطيف فتغريه بشتى الوسائل... ولا أدري إلى متى سوف نظل سلبيين في التصدي لهذه الظاهرة ونقف مكتوفي الأيدي إزاء انتشارها....وإذا كانت تلك نسبة النساء المدخنات وبالذات من المراهقات فلماذا لا نكثف التوعية لأضرار التدخين عليهن؟! خاصة وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة أخطار ولادة أطفال مبتسرين وتأخر النمو داخل الرحم..إلى جانب تشوهات الجنين عند الحوامل فنحن هنا إزاء جريمة ترتكبها الفتاة والمرأة ليس في حق نفسها فحسب ولكن في حق جنينها وحق طفلها الرضيع وحق من حولها..وفي حين كنا نلوم الرجل الذي تبلغ به القسوة إلى التدخين في بيته ليؤذي أطفاله وزوجته..فإننا نكيل اللوم أضعافاً للمرأة التي تدخن في بيتها بكل صفاقه...ولذلك نطالب بتضافر الجهود - وختاماً لعل الفتيات المراهقات يعتقدن وهن يشاهدن أمهاتهن وصاحبتهن يدخن الشيشة يعتقدن في هذا المسلك سبيلاً لإثبات نضوجهن وهي كارثة لآن رب البيت (المرأة) هنا هي القدوة فما اجتمع نساء في بيت أو مقهى إلا ورأيت الشيش تتزاحم حول أرجلهن!!