يجب التكيّف مع الأوضاع العالمية. هل تعتقدون أنني اقتبست الجملة السابقة من كتاب «اقتصاد يغدق فقرا» للكاتب الألماني هورست افهيلد؟.. إن كنتم ترون هذا، فإن الكاتب يقدم دلائل على أن الترف أو الراحة لدى المسافرين ليس من أولويات أية مؤسسة عندما يورد ما قاله مسؤول أسعار التذاكر في سكة الحديد الألمانية هانس كوخ من أنه: «لا يزال كثير من الناس يتصورون أن المؤسسة مكلفة بنقل المواطنين. إلا أن الحقيقة تشهد على أننا لسنا مكلفين بهذا الأمر» وبماذا أنتم مكلفون يا سيد هانس؟ «إني أرى تحقيق الربح أحد أهم التوجهات الجديدة». جميل أن نذهب للعالم كي نستخرج معاناتنا، وجميل أن نقرأ مثل هذا الكتاب كي نشعر بفداحة ما نصنعه ونحن نرسل سنويا مئات الملايين إلى خارج البلاد عبر انتدابات موظفي الدولة من أجل الاستفادة من تجارب الآخرين بينما نستطيع شراءها ونحن في بلدنا بأبخس الأثمان من مثل هذا الكتاب الذي قرأته ثلاث مرات والذي يقدم رؤية رائعة لبعض مشكلات المؤسسات في العالم بل للأزمة الاقتصادية العالمية وليس الألمانية فقط. يقدم الكتاب الصادر قبل خمس سنوات دروساً حقيقية للرجال المؤثرين في اقتصاد الدول ويدعو إلى تخلي الحكومات عن التزامها بتقديم كل ما هو مطلوب منها .. وأن تلتزم باتخاذ الخطوات الضرورية لرفع رفاهية المجتمع وتعزيز التكافل بين أفراد المجتمع. نعم الرفاهية فهي مقياس التقدم.