محسن الشيخ آل حسان من المسؤول عن الإعلام العربي بكل وسائله؟ ومن المسؤول بالتحديد عمَّا يعرض على شاشات التلفاز العربية؟ طرحت هذين السؤالين على كثير من الإعلاميين والسياسيين والتجار وطلاب الجامعات والأساتذة وأولياء الأمور…إلخ. وإجابة الجميع كانت:»الحكومات العربية». بالفعل نحن نعلم بالنسبة للإعلام الحكومي »الرسمي» في كل بلد من بلدان العالم العربي، الحكومة هي المسؤولة عن سياسة الإعلام، ولكن ماذا عن وسائل الإعلام الخاصة «الأهلية» الإعلام التجاري- من هو المسؤول عما تعرضه القنوات الفضائية التي انتشرت في سمائنا دون حسيب أو رقيب؟ في قديم الزمان كان الإعلام أحد وسائل التثقيف والتوعية والإصلاح والتربية والإرشاد، أما اليوم فبعض القنوات التلفازية تحولت لى قنوات: عنف – مخدرات دعارة- انحطاط ثقافي- فساد أخلاقي، وأصبحت التربية في مهب الريح عالقة بمصلحة أصحاب القنوات «التجار» الذين باعوا «عرضهم وأرضهم» من أجل المال. لا نستطيع أن ننكر أن هناك نسبة أقل من القليلة من هذه القنوات لا زالت تقدم جرعات من الأخلاق والثقافة والأدب والمحافظة على التراث والثقافة العربية والدين الإسلامي، إلا أن الأكثرية تحولت إلى بقعة فساد تروِّج للأفلام والمسلسلات وحتى البرامج «الغربية» الموجهة لتدمير الشباب من الجنسين. كنتم في الماضي تنتقدون وتهاجمون القناة الأولى وحتى الثانية من التليفزيون السعودي، حتى أن البعض اخترع ألقاباً ومسميات تسيء لهاتين القناتين «غصب واحد وغصب اثنان» وكانتا في نظركم مملتين لعدم انفتاحهما على العالم، ولكن «جاء يكحلها عماها» بعد دخول عشرات القنوات السعودية والخليجية والعربية والعالمية، أصبحنا جميعاً في وضع سيئ ومخيف، لقد فقدنا المقدرة على حماية «أبنائنا وبناتنا» من الأطفال والمراهقين والشباب، بل لم نتمكن حتى من حماية أنفسنا «رجالاً كنا أو نساء» من إغراءات هذه القنوات التجارية التي تستخدمنا كوسيلة لكسب المال، فبرامجها الغربية«الأمريكية»الخليعة والإباحية والمثيرة لغرائز الشباب، أصبحت مرغوبة من الشركات والمؤسسات لإعلاناتها التي تقدر إيراداتها السنوية بالملايين. ولكن هل سألنا أنفسنا كأولياء أمور وأساتذة جامعات ومربين وإعلاميين…إلخ، هل سألنا عن الأضرار التي تطال أبناءنا وبناتنا؟ الجواب تجدونه في السجون وعند احتجاز الأحداث، حين تعلمون أن نسبة كبيرة من الجرائم التي يرتكبها الشباب والشابات سببها الأكبر هو القنوات الفضائية المبتزة لأموالنا وأخلاقنا وعرضنا وأرضنا. وبالأمس تجولت في عديد من التغريدات على التويتر وقرأت الآراء التي تطالب بمحاكمة قنواتنا العربية ومقاطعتها، وقد كان لأحد المسؤولين في إحدى القنوات التي تبث سمومها تغريدة قال فيها: «السبب الرئيس لوجود الريموت كنترول هو أن تختار القناة التي ترغب في مشاهدتها، وقناتنا لم تضرب على يد أحد أو تسحب الريموت كنترول من يده، بل الجميع يشاهد قنواتنا برغبته الخاصة». وأنا أقول لهذا المتعجرف: «صحيح صدق من قال: إذا لم تستح فاصنع ماشئت»!