تفاعل الشعب السعودي مع الكلمات الصادقة التي انطلقت من أعماق قلب قائده عبدالله بن عبدالعزيز بعد ظهر السبت الماضي إثر إعلان الميزانية العامة حينما قال -أيده الله- «أيها الوزراء والمسؤولون كل في قطاعه، أقول لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله -جل جلاله- ثم أمامنا عن أي تقصير يضر باستراتيجية الدولة التي أشرنا إليها… إلخ» كلمات موجزة وقليلة ولكنها في الوقت نفسه تحمل مضامين عظيمة وتجسد حرص المليك القائد على كل ما من شأنه توفير سبل العيش الرغيد لأبناء الوطن، ولكن هناك عديد من الأسئلة التي تتردد على كثير من الألسن قبل وبعد إعلان الميزانية ويمكن تلخيصها بالآتي: هل وزراؤنا لايخطئون؟ وهل هم يحاسبون إذا كانت الإجابة بالنفي؟ وما الجهة التي تراقب أداءهم وتحاسبهم؟ بطبيعة الحال نعلم أن هناك جهات رقابية مثل هيئة مكافحة الفساد وديوان المراقبة العامة وهيئة الرقابة والتحقيق وغيرها، ولكن ومع كامل الاحترام لكل تلك الجهات فإننا نسمع ضجيجا ولانرى ما يستحق الذكر لأننا نؤمن أننا بشر ولابد أن نخطئ! لذا أعتقد أنه آن الأوان لاستحداث وزارة تعطى صلاحيات واسعة مهمتها محاسبة الوزراء ومن في حكمهم واستصدار عقوبات صارمة في حق كل من يتجاوز، وإعلان ذلك أمام الرأي العام.