وصف وزير الزراعة السوداني الدكتور عبدالحليم المتعافي، تعلية سد الروصيرص بأنها الأطول في العالم بطول 25 كلم، وبسعة تخزينية لبحيرتها تصل إلى ما يقرب من ستة ملايين متر مكعب، مضيفاً أن المشروع يضيف نحو 2.1 مليون فدان من الأراضي الزراعية الخصبة والمرويّة والمزودة بإمدادات كهرباء هي الأقل تكلفة على مستوى العالم، أصبحت جاهزة الآن أمام الشركات الزراعية الكبرى في المملكة. وقال المتعافي على هامش الاحتفال بتعلية السد أمس الأول، إن وزارته أكملت كل الدراسات والخطط اللازمة لطرح هذه المساحات أمام الشركات الزراعية الكبرى الراغبة في اقتناص هذه الفرصة، سواء من المملكة أو من بقية دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أنه تلقى طلبات من عدة شركات خليجية لزيارة السودان للاطلاع على الامتيازات الجديدة التي نجمت عن تعلية سد الروصيرص. وأكدت السعودية مواصلة دعمها المشروعات التنموية في السودان، خاصة مشروعات البنية التحتية المتعلقة بالزراعة والكهرباء، مشيرة إلى أن مشروعات السدود المائية على النيل تعدّ من المشروعات الكبرى الرائدة لدعم النشاط الزراعي وتوليد الكهرباء. وقال نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف البسام، لدى مخاطبته الاحتفال، بتعلية سد الروصيرص في مدينة الدمازين، إن الصندوق أسهم في تمويل تعلية هذا السد بقيمة 150 مليون ريال، ما يعادل أربعين مليون دولار، مبيناً أن المشروع سيُسهم في تحقيق تنمية زراعية تعود بفوائد كبيرة على السودان، مؤكداً فى الوقت نفسه استعداد بلاده للاستمرار في التعاون مع السودان في إطار تعزيز التكامل بين الدول العربية، مشيداً بالعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين. وأوضح البسام في تصريحات لعدد من الصحف السعودية، أن مشروع تعلية سد الروصيرص الذي يعدّ الأطول في العالم بطول 25 كلم وبسعة تخزينية لبحيرتها تصل إلى ما يقرب من ستة ملايين متر مكعب، يعدّ رمزاً لمتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وأنموذجاً للمشروعات التنموية الناجحة التي تدعمها المملكة العربية السعودية، وقال إن المشروع يُسهم في جذب مزيد من الاستثمارات السعودية في إطار مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، التي تهدف إلى الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي، وبناء شراكات تكاملية مع الدول ذات المقومات والإمكانات الزراعية العالية. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير، افتتح مشروع تعلية سد الروصيرص، وذلك ضمن احتفالات السودان بالذكرى السابعة والخمسين لاستقلال السودان، بمشاركة وفد من السعودية برئاسة نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف البسام، وممثلين عن صناديق التمويل الخليجية والعربية. وقال البشير إن ما تم اليوم بداية لانطلاقة مشروعات التنمية الكبرى للبلاد، مؤكداً أن بلاده ستحتفل قريباً بافتتاح مجمع سد نهري عطبرة وستيت، وأكد العزم على بدء العمل في سدَّي كجبار في الولاية الشمالية والشريك في ولاية نهر النيل. وأوضح وزير الموارد المائية والسدود السوداني أسامة عبدالله، أن مشروع التعلية سيزيد السعة الاستيعابية للبحيرة إلى أكثر من سبعة مليارات متر مكعب، وسيزيد إنتاج الكهرباء بنسبة 50% دون تكلفة إضافية، وتؤمن الاحتياجات المائية لكل مشروعات التنمية الحاضرة والقادمة، وزيادة الرقعة الزراعية بمليون فدان في كنانة والرهد، مؤكداً عزم حكومة بلاده على المضيّ في تنفيذ عدة مشروعات لبناء سدود على نهر النيل في شرق السودان تزيد كلفتها على 1,2 مليار دولار رغم المصاعب الاقتصادية المتوقعة مع انفصال الجنوب وفقدان شمال السودان نصيبه من عائدات النفط، مشيراً إلى أن توسيع سد الروصيرص تم بتكلفة 400 مليون دولار، وأن العمل جارٍ لبناء سدين جديدين على نهرين موسميين يغذيان نهر النيل هما سد عطبرة على نهر عطبرة وسد ستيت على نهر ستيت، وذلك ما بين ولايتي القضارف وكسلا في شرق السودان بتكلفة قدرها 838 مليون دولار.