مكة المكرمة – نعيم تميم الحكيم افتتاح توسعة مقر المتحف في العزيزية.. ومقر العابدية يضم محتويات متحف الملك عبدالعزيز كشف المشرف العام على إدارة المتاحف في جامعة أم القرى، الدكتور فواز الدهاس، عن فتح المجال لزيارة متحف جامعة أم القرى في حي العزيزية لأول مرة للجميع، ودون مقابل، شريطة التنسيق مع إدارة الجامعة. وأبان الدهاس، في تصريح ل«الشرق»، أن العمل يجري حاليا على بناء مقر جديد للمتحف في حي العابدية، مشيرا إلى أن هذا المتحف سيكون أكبر متحف في منطقة مكةالمكرمة، ومن أكبر المتاحف في المملكة العربية السعودية. وبيّن أنه سيتم نقل متحف الملك عبدالعزيز في جدة لضمه إلى متحف الجامعة في المقر الجديد بالعابدية، رافضا تحديد فترة زمنية للانتهاء من العمل على إنشائه، مشيرا إلى أن هذا موضوع يخص إدارة الجامعة. وعن طريقة الحصول على مقتنيات المتحف، أوضح الدهاس، أن هذه المقتنيات موجودة قديما في الجامعة، وبعضها تم شراؤها، أو أهديت إلى الجامعة، مشددا على أن المهمة الأولى لهذا المتحف «تعليمية بحتة». ولفت الدهاس، إلى وجود لجان فرعية تشرف على أقسام المتحف، كل لجنة حسب اختصاصها، فمثلا هناك لجنة شرعية تشرف على قسم الفقه الإسلامي، الذي يضم معروضات قديمة موجودة في كتب الفقه الإسلامي، مشيرا إلى أن الطلاب يمكنهم الاطلاع على بعض المقتنيات التي يدرسونها، ولم تعد موجودة في العصر الحديث. وافتتح مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس، صباح أمس الأربعاء، الصالات التوسعية الجديدة لمتحف الجامعة في العزيزية، بحضور وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور عصام الأهدل، والمشرف العام على إدارة المتاحف في الجامعة الدكتور فواز الدهاس، وعدد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص، وأعضاء في هيئة التدريس بالجامعة. ووضع مدير الجامعة اللوحة التذكارية للتوسعة الجديدة للمتحف، ثم تجول والحضور في أجنحته، واستمع إلى شرح من الدهاس، الذي أوضح أن التوسعة التي شهدها المتحف شملت إنشاء صالتين جديدتين، مساحة كل منها 580 مترا مربعا، لتضاف إلى الصالة الرئيسة للمتحف، مبينا أن الصالة الرئيسة تضم جوانب تبرز دور بيئة الحياة الفطرية والحيوانات البرية والبحرية، وكذلك علوم الطب والصيدلية، وإبراز دور العلماء المسلمين الأوائل، الذين برعوا في استخدام الأعشاب والأدوات الطبية والعلاجية عبر العصور الإسلامية المختلفة، فيما خصصت إحدى الصالتين الجديدتين لعرض العملات الورقية والمسكوكات النقدية القديمة، حيث يضم المتحف 1500 عملة منذ عام 1389ه، من عهد مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وبيّن الدهاس، أن الصالة الجديدة الأخرى تم تخصيصها لمتحف الفقه الإسلامي، الذي يُعد الأول من نوعه في الوطن العربي، ويشتمل على جميع المصطلحات الفقهية التي بني عليها الحكم الفقهي في كافة الجوانب المتعلقة بالحياة، بعد أن تم تفريغها من كتب الفقه من قِبل لجنة مختصة من كليتي الشريعة والدراسات الإسلامية والدراسات القضائية والأنظمة، إضافة إلى أنه تم استغلال الرابط بين الصالات، وتخصيصه لعرض الصور القديمة للحرمين الشريفين والتراث العمراني لمكةالمكرمة، إلى جانب الحرف والمهن والأسواق الشعبية في العاصمة المقدسة. وأفاد أن مهمة عرض مقتنيات المتحف بطريقة علمية وهندسية فريدة ستسند إلى إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال، إلى جانب وجود دراسة علمية لكل قطعة، بحيث يستطيع الزائر قراءة معلومات متكاملة عن القطعة آليا دون الحاجة إلى الكتابة يدويا أمام كل قطعة، موضحا أن وحدة المتاحف في الجامعة تهدف إلى إبراز دور مكةالمكرمة كمدينة مقدسة مرت بفترات تاريخية متعاقبة، وتحوي كثيرا من الآثار، سواء كان ذلك على مستوى الموقع أو على مستوى التراث الشعبي، وأداء دور تعليمي فعّال لطلاب المراحل الدراسية، خصوصاً الجامعية، وزيادة الاهتمام بالدور الثقافي لجميع طبقات المجتمع من خلال تنظيم محاضرات تثقيفية وعرض أفلام توجيهية، علاوة على إيجاد قنوات اتصال أكاديمية وعلمية مع المتاحف العالمية الأخرى، وفتح سبل التعاون معها.