يشهد معرض “سلمان بن عبدالعزيز.. الريادة في التراث العمراني”، الذي دشنه صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بالتزامن مع حفل تسلمه جائزة الإنجاز مدى الحياة في التراث العمراني من مؤسسة التراث الخيرية، في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، مؤخراً، إقبالاً من الزوار منذ اليوم الأول لافتتاحه. وتفاعل الزوار مع الصور المعروضة بالمعرض، التي تحكي مسيرة ولي العهد مع التراث الوطني في المملكة العربية السعودية على مدى خمسة عقود. وزار المعرض، الذي يستقبل زواره على مدى شهر كامل، دبلوماسيون أجانب معتمدون لدى المملكة، ووفود زائرة من خارجها، ومواطنون ومقيمون وطلاب بهدف التعرف على تراث المملكة العمراني، حيث يحتوي المعرض على لوحات تاريخية، وصور ناطقة بإنجازات وجهود ولي العهد في التراث الوطني عموماً، والتراث العمراني خصوصاً. ويأخذ المعرض الزائر في رحلة تاريخية عبر أربعين صورة تحكي مسيرة البناء والتطور في مجال التراث العمراني في المملكة، مثل الصور النادرة للملك المؤسس مع عدد من أبنائه على سطح قصر المربع، وصور سمو ولي العهد مع عدد من الملوك والأمراء من أبناء الملك المؤسس، ورؤساء من مختلف دول العالم، التي تجسد مسيرة البناء ومشروعات العناية بالتراث والمحافظة عليه. ويحتوي المعرض على عدد من مجسمات لمشروعات تنموية حديثة توضح التطور العمراني في المملكة عموماً، ومدينة الرياض خصوصاً، مع المحافظة على العمارة الإسلامية التي شكلت هوية هذه الأمة وحضارتها عبر المراحل المختلفة. وعبر زوار المعرض عن إعجابهم بالمعرض، وقال المحاضر في جامعة أم القرى، وطالب الدكتوراة في جامعة لايدن الهولندية، محمد السلمي إن المعرض وما يحتويه من صور، “يجسد التاريخ، ويحكي مسيرة التطور في بلادنا”. وأضاف “أقيم في هولندا مع أسرتي بحكم ظروف الدراسة، وعندما أحضر إلى الرياض أحرص على اصطحاب أبنائي لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي ليتعرفوا على تراثهم، ولاسيما أن هذه المنطقة شهدت وحدة هذه البلاد وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز – يرحمه الله -”، مضيفاً أن أبناءه “يدرسون في الخارج، لكن لا بد أن يعرفوا موروثهم الحضاري، ليكونوا سفراء لبلدهم، ويُطلعوا زملاءهم وأصدقاءهم على هذا التراث”. وعن أهمية المعرض، قال إنها تكمن في تعريف المواطن والمقيم والزائر بحضارة هذه البلاد، وجهودها في التواصل الحضاري مع دول العالم المختلفة، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً بين كل من جامعة لايدن والمتحف الشعبي في مدينة لايدن ودارة الملك عبدالعزيز. وعن تزامن إقامة المعرض مع تسلم ولي العهد جائزة الإنجاز مدى الحياة في التراث العمراني، قال السلمي “إن سمو الأمير سلمان عايش التراث ودعمه في كل مناطق المملكة، وليس في الرياض فقط، وقد عُرف بأمير التراث، وما عكسه المعرض من مشروعات يمثل جزءاً قليلاً مما قدمه للرياض”، مؤكداً أن المعرض يوضح أن المملكة أمة ذات حضارة عريقة وتاريخ ضارب في جذور البشرية. من جهته، قال المواطن صقر الدوسري، وهو من منسوبي وزارة الداخلية، إن المعرض يوضح تمازج التراث العمراني القديم والحديث في المملكة، ويؤكد الاهتمام الكبير لولي العهد بالتراث الوطني، كما أنه يحكي تاريخاً حافلاً لولي العهد مع التراث الوطني في البلاد. وأكد أن الاستثمار في التراث العمراني يدعم الاقتصاد، من خلال إيجاد فرص عمل للطاقات الوطنية من أبناء هذه البلاد، ويساهم في زيادة الناتج المحلي للمملكة. يذكر أن معرض “سلمان بن عبدالعزيز.. الريادة في التراث العمراني” تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومؤسسة التراث الخيرية، ومكتبة الملك فهد الوطنية، وتستمر فعالياته حتى الجمعة 13 ربيع الأول المقبل. محمد السلمي وأبناؤه أثناء زيارتهم المعرض (الشرق) الرياض | الشرق