أستاذنا الدكتور/ «عبدالله الفوزان» لا يكتب بالقلم ولا ب»الكيبورد» بقدر ما ينتزع مرارتك ويهرسها ب»مدماكه» الشهير هرساً لاهوادة فيه! وإلاَّ كيف تصف مقالته الاثنين الماضي: (العلاقة بين الأسرة الحاكمة والمواطن)؟ ولستُنَّتُم بحاجة إلى التنبيه على الخطأ الإملائي الشائع في كتابة «المواطن» بالنون؛ وهي حسب المدرسة «السحيماوية» تكتب بالتنوين المنون هكذا: «مَواااااطٍ»! أين وصلنا؟.. آه.. حيث يتحدث عن انقلاب المعادلة في حراكنا الاجتماعي الثقافي انقلابة «ضب»: كانت المؤسسات المختلفة توجه الشعب وتقوده، أما اليوم فقد أصبح الجمهور يتحرك وحده بلا موجِّهٍ ولا دليل! تلك المؤسسات -والإعلام أولها وآخرها و»النص نص»- كانت تمثل النخبة المثقفة في مجمتع شبه أمي! وتعلَّم الشعب بسرعة الانفجار؛ ليتجاوزها بكل ما تحمله وسائله الحديثة من إحباطٍ ونزقٍ وشقاوة (قد) تؤدي إلى تهور لا تحمد عقباه! فيما بقيت تلك المؤسسات في مواقعها السحيقة لا يتعدى ردُّ فعلها المنعَ والحجب والتكذيب والتهوين بل والتسفيه؛ حتى أصبحت -دون وعي- تعمق هوة سحيقة بين الشعب والأسرة الحاكمة! وخذ مثلاً: تصريح أحد المواطنين بأن الأمير/ «سلطان بن عبدالعزيز» -رحمه الله- اتصل به ليلة زفافه وعاتبه قائلاً: «ليش ما عزمتني يا بخيل»، وتأمل استقبال الجمهور وتعليقه اللاذع على خبر يعرف الآلاف أنه صحيح، وأن «آل سعود» لا يعيشون في كوكبٍ خارج «درب التبانة»؛ بل تربطهم صداقات حميمة بكثيرٍ من أفراد الشعب من القهوجي إلى الملياردير.. هيا صدِّق أن هناك مليارديراً أغنى من كثيرٍ من أفراد الأسرة الحاكمة! وبهذه المناسبة فإن من أهم أحداث 2012 -رحمه الله- زواج الزميل/ «ياسر العمرو» -صاحب «قضية رأي عام» في «روتانا خليجية»- في ليلةٍ حلف الزمان بأُنسها (7/ أبريل)؛ حيث تلقى اتصالاً هاتفياً، وسط لفيف من الإعلاميين والفنانين، يقول له بالحرف: «ليش ما عزمتني يا بخيل»؟ ولم يكن المتصل إلا صاحب السمو الملكي الأمير/ «الوليد بن طلال» بصفته رئيسه في العمل! ولا يكفي شهود العيان، فقد قام «ياسر» بتسجيل المكالمة؛ لأنه سيرويها يوماً لابنه فيرد «المفعوص»: أما عاد يا باااابا؟!