أجزم بأن كُل من حضر حفل أيقونة لبنان الستّ العظيمة "فيروز" في مدينة النور (باريس ...يا زهرة الحرية) قد سفح دموعه وهو يسمعها تنعى لبنان أثناء الحرب الأهليّة التي امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً أحترقت فيها بيروت بالكامل ، وكأنها تطلب (عون) فرنسا آنذاك في إنقاذ بلادها فتوجّهت الى الشعب الفرنسي وليس العربي حينما كانت تغنّي لهم جرح بلادها : يا فرنسا ...يا فرنسا وشو بقولهنء أهلي عن وطني الجريح عن وطني المتوّج بالخطر والريح قصتنا من أوّل الزمان بيتجرّح لبنان بيتهدّم لبنان وهي في الواقع حكاية وطن متوّج بالخطر والريح كلّما تظهر عليه سمات العافية يأتي من يغتصب عافيته ، ويُلقيه في هوّة الفتنة السحيقة فيهرع اللبنانيون إلى الدول الكُبرى للتدخل في إنقاذ وطنهم مع أن الحلول يُمكن صناعتها عربيّاً متى كانت الإرادة حاضرة وقت تحييد المصالح الخاصّة و الأجندات الباطنة منها قبل الظاهرة ولنا في اتفاقيّة الطائف أكبر دليل على تلك القدرة. لقد فاقم أزمة لبنان اليوم أنها أصبحت ساحة تلعب فيها فِرق (أجنبيّة) يُدير (منافساتها) حُكّام أجانب مع تغيير كامل في قوانين اللعبة إذ يُسمح فيها فعل كل شيء بما فيه التسلل لتسجيل الأهداف (غير السليمة) علناً وعلى رؤوس الأشهاد والجمهور كمعتاد الشعب العربي بين مُصدّق ومكذّب لا يعرف حتى متى تنتهي المباراة!..