أوضح المشاركان في الأمسية التي أقامتها ديوانية الملتقى الثقافي في القطيف، مساء الأربعاء الماضي، تحت عنوان «التيار الشبابي الجديد»، أن القلق يسيطر على الشباب، في ظل رغبتهم في حياة أفضل مستقبلاً. وشارك في الأمسية كل من الدكتور بدر الإبراهيم، ومحمد الصادق، وأدارها عبدالله الدحيلب. وقال الصادق إن الشباب يسبحون عكس التيار، ويفصحون عن أنفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن لديهم طموحاتهم، وروافدهم الفكريّة الخاصّة بهم، ومواقفهم تجاه الأحداث، واصفاً حالة هؤلاء الشباب بالهلامية والمتناقضة، وغير المتبلورة بعد، إلى تيار متفق على مفاهيم الديمقراطية، والمؤسسات المدنية، والعدالة الاجتماعية. وأوضح أن الشباب السعوديين خارج الأطر التقليدية، وليسوا مطمئنين لما هو موجود، يجمعهم هذا التمرد في عالم الإنترنت، ولديهم قلق من السيطرة، لذا هم يشعرون بقلق على مستقبلهم، غير أن تلك الهموم والطموحات لم تدفعهم لتشكيل حالة فكرية، لافتا إلى أن أفكارهم ومطالبهم ازدادت بعد الربيع العربي، لكنها لم تتعدَّ إصدار البيانات وتوقيعها. ووجّه الصادق نقده للشباب «المتناقضين»، الذين لم يتخلصوا من نزعاتهم التربوية والبيئية المتعارضة مع جوهر المدنية، وقال «يسعون لدولة مدنية، وعلى الرغم من هذا يتصرفون بطريقة تعصبية في مواقع أخرى». من جانبه، قال الإبراهيم إن ما لدى الشباب لم يُترجم إلى مشروع واقعي، وأنه ينبغي أن يكون للشباب هوية مختلفة لاترتكز على الطائفية، أو القبلية، وأن تدعو للمواطنة، والديمقراطية، والمساواة في الفرص، والتمكين، والشراكة بين المواطنين، والحريات العامة والخاصة، والاهتمام بقضايا الوطن العربي، مشددا على ضرورة قيام تيار شبابي مستقل، منفتح فكريا، يقارع الحجة بالحجة، وغير تابعين لأشخاص معينين، رافضين للوصايا الأيديولوجية، ويهتمون بحقوق المرأة، وبالحقوق الاقتصادية، يتحدثون عن التوزيع العادل، وعن التنمية، ومكافحة رؤوس الفساد.