رحلة ممتعة تلك التي قضيتها مع الشرق في عامها الأول، وأبارك لها ولجميع رعاتها وقرائها على نجاحها وتألقها بين أخواتها اللاتي سبقنها بعقود، وأثبتت قدرتها على أن تكون رافعة أساسية لصناعة الرأي العام على مستوى المملكة لاستقطابها عدداً كبيراً من كتاب الرأي محلياً وعربياً. طوال فترة تجربتي في الكتابة في وسائل الإعلام الخليجية والعربية والأجنبية، لم يكن هنالك أي محذور سوى دقة المعلومة وضرورة التحقق والتأكد منها. أما كتابة الرأي في صحيفة محلية فمع متعتها، إلا أن لها طعماً خاصاً ومحاذير عديدة تجعلك تبتعد عن المصارحة والمباشرة إلى أسلوب مختلف بطريقة تحاول التعبير فيها عن رأيك تجاه مختلف القضايا والأحداث وبصورة تقبلها الصحيفة ومسؤولوها. البحث عن الفكرة ومتابعتها من خلال تصريح مسؤول أو متابعة حدث ما، واقتناص ما يناسب منها هو أول التحديات التي تواجه الكاتب، كما أن المرحلة الأصعب هي في طريقة التعبير عن الفكرة بصورة ترضي ضمير الكاتب وتوصل الرسالة للقارئ. تعودت أن أعرض بعض أفكاري قبل كتابتها وبعد صياغتها على بعض القريبين وعلى رأسهم أفراد عائلتي لتلمس آرائهم وردود أفعالهم تجاهها، بل إننا أحيانا نراهن على مدى قابلية الموضوع للنشر. كتبت طوال عام 2012م ستين مقالاً متنوعاً، نشر منها في الصحيفة 54 مقالاً أي بنسبة 90% وهي نسبة تعد لدى كثير من كتاب الصحافة المحلية معقولة مع أني لا أراها كذلك. الموضوعات التي تم التحفظ على نشرها تناولت قضايا حقوقية منها مكافحة الفساد، سجناء الرأي، المنع من السفر، الحق في التجمع، وأداء أجهزة الدولة. تصدرت القضايا السياسية قائمة الموضوعات وعددها 21 مقالاً تناولت موضوعات الديمقراطية، الربيع العربي، الانتخابات، الإصلاح، المواطنة، والوحدة الوطنية. القضايا الحقوقية جاء ترتيبها الثاني بعدد 14 مقالاً تناولت المؤسسات الحقوقية، مناهضة التعذيب، التقارير الحقوقية، حقوق السجناء، الأقليات، والمنظمات الدولية. تلا ذلك القضايا الثقافية بعدد 13 مقالاً تطرقت إلى خطاب الإقصاء، الطائفية، العيش المشترك، التعدد المذهبي، التمييز، الوحدة والمساواة، القيم المدنية، الحوار، وتحريف التراث. أما قضايا المجتمع وعددها 9 مقالات فجاءت في سياق مشكلات الشباب، التواصل الوطني، قضايا المواطنين، الشعائر الدينية، والفعاليات التراثية. وأخيراً الموضوعات التنموية التي تناولت محجوزات أرامكو، التنمية المتوازنة، والاستيلاء على الأراضي. ومن خلال متابعة ردود القراء وتفاعلهم، فإن من أكثر الموضوعات التي لقيت صدى وتفاعلاً موضوع أرامكو واحتجاز الأراضي، والخدمات البلدية، والتواصل الوطني، والموضوعات ذات العلاقة بموضوع الطائفية. أكرر تحيتي لصحيفة الشرق ومسؤوليها، وأبارك لهم النجاح، وأتمنى أن تحقق الصحيفة موقعية أكثر تميزاً من خلال إفساح مساحة أوسع لحرية الرأي والتعبير.