تستعد الأسر السعودية لفترة الامتحانات الدراسية لطلبة المدارس، وتغلب على بعض البيوت حالات الاستنفار والقلق، والسهر المتواصل، واللحظات العصيبة، فيما لا تشكل الفترة أي قلق بالنسبة للبعض الآخر. وتقول فاتن محمد 44 عاماً، وهي أم ومعلمة في مدرسة ثانوية: «مرحلة الامتحانات فترة عصيبة بالنسبة لي، وأكون دائماً مشدودة الأعصاب، وأشعر بقلق نحو تحصيل الدرجات، وكيف أنظم أوقات بناتي وأبنائي». وتضيف: «بالنسبة لي كمعلمة ثانوية أجد أجيال اليوم غير متوترين، %10 فقط من البنات حريصات على الدرجات والتحصيل العلمي، وأعتقد أن الأمر يرجع لأسباب عديدة من بينها: أنهن يرين خريجات متفوقات ولم يلقين أي فرصة للدراسة في المدارس الحكومية، فيضطررن للدراسة على حسابهن الخاص، ما يجعلهن غير مهتمات بالدرجات العالية ويكتفين بالنجاح فقط ، وفي كل الحالات لا فرق عندهن إن نجحن أو رسبن». وتؤكد فوزية علي 37 عاماً، وهي أم ومعلمة في المرحلة المتوسطة: «مشكلتي الوحيدة هي تنظيم الوقت، فأبنائي يفضلون كغيرهم من الأطفال اللعب، ولا يحرصون على المذاكرة، لكن عند وقت الامتحانات، لا نقاش أو لعب في الموضوع، وأسمح لأبنائي بأخذ الوقت المستقطع فقط عندما تكون المادة كبيرة الحجم.»وتضيف:» بالنسبة لي كمدرّسة للصف الأول متوسط، أجد أن نظام التقييم المعتمد في الابتدائية حرَمَ طلبة الأول المتوسط من الشعور بأهمية الامتحانات، فهو لا يهيِّئهم لهذه الفترة، فنجد بعض البنات في المدرسة متوترات وبعضهن غير مباليات». وتؤكد فاطمة سعود 39 عاماً، صعوبة فترة الامتحانات على طلاب الصف الأول المتوسط، بقولها: «لديّ ابن في الأول المتوسط، وأجِد أمرَ الامتحانات صعباً عليه، أما عن بناتي في الثانوية فهن لسن متوترات، وأعتقد بأن طلاب اليوم يتلقون تعليماً مبسطاً، كل شيء بسيط ، ليس كالسابق». وأشارت سهام أحمد 42 عاماً، إلى التوتر الشديد لابنتها في المرحلة المتوسطة قائلة: « دائماً ما أراها قلقة، ولا تذوق طعم النوم وأحاول ألا أحسسها بقلقي، ولا أشد عليها، «. وأضافت: «لقد كنت أشد على أبنائي في السابق، لكن شخصيتي تغيرت اليوم ، كنت أريد أبنائي مميزين وأوائل دائماً، وهذا الشعور قلَّ عندي كثيراً، وأصبحت لا أبالي إذا نقصت درجات ابنتي، ربما يكون الاهتمام بالأبناء يصبح مركزاً أكثر في أول دفعة.» وتعتقد بأن أمر اختبارات البنات أسهل بكثير من الأولاد، «فالأولاد دائماً ما يكونون صعبي المراس في فترة الاختبارات». وأكد الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد، أن أبرز المشكلات التي تواجهها الأسر في فترة الامتحانات هي تصويرها للفترة كأنها فترة عصيبة ومتعبة، وتستوجب حالات استنفار في المنازل».وينصح العيد، بأن تصبح فترة عادية وليست فترة معاناة، وقال: «لا أعني اعتبارها فترة إقامة الاحتفالات، لكن يجب ألا نزيد الضغط عليهم، فالطالب يعاني، ويجب أن نخفف عليه، والمطلوب من الأسر ترتيب وتنظيم وقت المذاكرة، وتجزئة هذا الوقت كاقتراح أوقات ما بعد الصلوات التي هي أفضل أوقات للحفظ والفهم، مثل: بعد صلاة الفجر، أو صلاتي الظهر والعصر. ويرى العيد أن إعطاء الطالب الثقة في تنظيم وقته، مع الإشراف الدائم عليه هو الحل الأمثل، وينصح بإهدائه بعض الأشياء المفرحة كأكلات مفضلة يحبها، أو بعض الحلويات والهدايا، كحافز وتشجيع. فرحة الفهم ( الشرق) الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد