فرّ سكان من بانجي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى في عربات مكتظة وفي قوارب، أمس، وبدأ آخرون في تخزين الطعام والمياه، في حين تقف قوات المتمردين على أبواب المدينة لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار. واجتاح تمرد بدأ في العاشر من ديسمبر الجاري معظم مناطق جمهورية إفريقيا الوسطى، ما يمثل أكبر تحدٍّ للرئيس فرانسوا بوزيزي الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات، وينذر بأزمة إنسانية. وطلبت الحكومة، أمس الأول، من فرنسا والولايات المتحدة المساعدة في صد هجوم المتمردين، لكن باريس قالت إنها لن تستخدم جنودها للدفاع عن حكومة بوزيزي، بينما أجّلت واشنطن بعثتها الدبلوماسية من سفارتها في بانجي. وقال جيروم ليجا، سائق حافلة بينما كان يقود حافلته في زحام وسط المدينة، إن «فرصتنا الأخيرة أو فرصتنا الوحيدة هي الحوار مع المتمردين». وغادرت عشرات القوارب الخشبية المحملة بأعداد كبيرة من النازحين وأكوام من الأمتعة، العاصمة عبر نهر أوبانجوي نحو جمهورية الكونغو الديمقراطية على الجانب الآخر من النهر، بينما ازدحم الطريق الرئيس المؤدي إلى الجنوب بعيداً عن خطوط المتمردين بالسيارات المحملة بالنازحين والأمتعة. وقال الباقون في المدينة إنهم يقومون بتخزين الطعام والمياه ويصلُّون من أجل نجاح جهود الوساطة الدولية في إقناع المتمردين بعدم اقتحام المدينة.