وافقت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي تديرها حركة حماس، على إقامة حفل الذكرى ال 48 لانطلاقة حركة فتح، التي تصادف الأول من يناير المقبل، على أرض مجمع السرايا الأمني وسط القطاع في سابقة هي الأولي من نوعها منذ الانقسام عام 2007. وتم التوصل إلى اتفاق بين قيادات فتح والحكومة في غزة خلال اجتماعٍ عُقِدَ أمس في منزل رئيس وزراء القطاع إسماعيل هنية. وقال نائب المفوض العام لحركة فتح في غزة، يحيى رباح، إن اللقاء الذي جمع الحركتين في منزل هنية اتسم بالإيجابية، وأوضح «أبلغنا أبو العبد (هنية) بسماح الحكومة بإقامة مهرجان للانطلاقة على أرض السرايا واستعرضنا معا المحاذير الأمنية أو التنظيمية المرتبطة بالمهرجان»، معتبراً ما حدث يعد خطوة على تعبيد طريق المصالحة بين الحركتين. وأشار رباح، في تصريحات ل «الشرق»، إلى أن حماس ستشارك حركته في حفل ذكرى الانطلاقة بعد توجيه دعوة رسمية لها، لكنه لفت إلى أن اللقاء في منزل هنية لم يناقش حصول فتح على تعهد بعدم تعرض عناصرها لملاحقات أمنية عقب المهرجان، مبيِّناً أن الملف لم يُطرَح وأن الأجواء كانت إيجابية تعكس روح المصالحة. وبحسب رباح، فإن هنية قال خلال اللقاء «كل ما تريدونه، نحن سنقدمه»، في إشارة منه لوجود تعاون مشترك بغرض خروج المهرجان بصورة حضارية. وأكد رباح أن حركته لم تحدد يوما بعينه لإقامة المهرجان في غزة، قائلاً «ندرس بدقة تحديد الموعد، وإخواننا في الضفة اختاروا الرابع من يناير، أما نحن فقد نسبقهم بيوم أو نليهم بمثله». وأرجع عدم إقامة المهرجان في الأول من يناير إلى إجراء ترتيبات متعلقة بشكله كي يخرج بما يليق بتاريخ فتح، كما أشار إلى أن الفترة الحالية تشهد اختبارات للطلبة الجامعيين في غزة. وبيَّن رباح أن قيادات فتح في غزة تجري اجتماعات طارئة وأن هناك حالة استنفار عالية في صفوف اللجنة المركزية المكلفة بالترتيب للمهرجان، وذكر أنهم طلبوا من حماس تقديم المساعدات اللوجيستية كالجرافات والآليات لتهيئة أرض السرايا لاستقبال المحتفلين، منوهاً بإبداء حماس استعدادها لتقديم كافة الخدمات.