قال مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة أبين جنوب اليمن ل «الشرق»: إن القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، أرسل 400 مجند ينتمون إلى حركة الإخوان المسلمين للعمل في المحافظة، ما أثار حفيظة قبائلها واللجان الشعبية التي تنتظر استيعابها في المؤسسات الأمنية والعسكرية. وجاء إرسال هؤلاء الجنود بعد ضغوط مارسها اللواء الأحمر على وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، بحسب المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته. بدوره، رفض محافظ أبين، جمال العاقل، اعتماد الجنود الذين أرسلهم الأحمر للعمل في المحافظة، ووجه بعدم توزيعهم على مديريات أبين التي تديرها اللجان الشعبية كقوة أمنية بعد أن ساهمت مع الجيش في إخراج القاعدة منها. وقالت السلطة المحلية: إنها رفعت كشوفاً بأسماء عددٍ من أبناء المحافظة بهدف ضمهم للقوات المسلحة؛ كونهم من اللجان الشعبية التي قاتلت القاعدة وضحَّت في سبيل إخراجها من المحافظة، لكنها فوجئت أمس بوصول كشوفات تحتوي على أسماء نحو 380 شخصاً تم تجنيدهم بطريقة حزبية في محافظة الحديّدة، وإرسالهم إلى المحافظة لتغطية العجز الحاصل في قوات الأمن. واتهمت اللجان الشعبية اللواء علي محسن الأحمر بالترتيب لدخول حزب الإصلاح، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين في اليمن، إلى أبين لمواجهة الحراك الجنوبي الذي عاد إلى المحافظة بقوة بعد إخراج القاعدة منها. وشهدت أبين عودة قوية للحراك الجنوبي الذي كان قد انصهر إبان إدارة القاعدة للمحافظة، وتحديداً مدن جعار وزنجبار وشقرة. وقال قيادي في اللجان الشعبية ل «الشرق»: إن أبين لن تستبدل القاعدة بالإخوان، وأضاف «إذا لزم الأمر ستقاتل اللجان مسلحي الإخوان القادمين من الشمال كجنود نظاميين». وهدد القيادي في اللجان بإعلان الحرب على القوات الحكومية التي ستعمل على القبول بهؤلاء الجنود الجدد في صفوفها؛ لأنهم جاءوا لأغراض سياسية وليس للعمل العسكري والأمني، حسب اعتقاده، وأوضح أن في أبين آلاف الشباب الذين يستحقون دمجهم في الجيش «فلماذا يتم إحضار جنود من الشمال ومحسوبين على طرف معين؟». وأثارت عودة الحراك الجنوبي ونشاطه الفاعل في أبين مخاوف الإخوان المسلمين من سيطرته على المحافظة، التي تعد من المحافظات ذات الأهمية الكبيرة في الجنوب؛ نظراً لقوة قبائلها وسيطرة أبنائها على وحدات عسكرية وأمنية هامة، وزادت هذه السيطرة بعد وصول أحد أبناء المحافظة، الرئيس عبدربه منصور هادي، إلى السلطة. في سياقٍ متصل، شهدت مدينة لودر أمس الخميس مهرجاناً حاشداً لقوى الحِراك الجنوبي أكد رفض الحوار الوطني، ودعم «ثورة الجنوب ضد من يوصفون بالمحتلين». وهاجم بيان سياسي صدر عن المهرجان من سمَّاهم «المنبطحين من القيادات الجنوبية» في إشارة إلى مؤتمر شعب الجنوب، وزعيمه محمد علي أحمد، الذي ينتمي إلى أبين وتحالف أخيراً مع اللواء علي محسن الأحمر بدعم من قطر. وجدد رئيس مجلس الحراك الجنوبي في لودر، علي صالح الجعدني، رفض الحراك للحوار، مرحباً بتفاوض نِدِّي بين دولتي ما قبل الوحدة عام 1990، ومستنكراً «الانبطاحات لبعض قيادات الجنوب وسقوطهم المدوي وانحرافهم عن إرادة شعب الجنوب». كما شهدت جعار أيضاً تظاهرة حاشدة للحراك للمرة الأولى منذ رحيل القاعدة عن المدينة التي كانت عاصمة إدارية للتنظيم. وجدد المتظاهرون دعوتهم للقوات العسكرية الموجودة في الجنوب إلى «الرحيل إلى الشمال وإنهاء احتلال أرض الجنوب»، رافضين مؤتمر الحوار وموافقة قيادات جنوبية على تمثيلهم فيه. وفي زنجبار، خرج الآلاف في تظاهرة مؤيدة للحراك في المدينة التي كانت خاوية من السكان إبان وجود القاعدة فيها قبل عام. ودعا المتظاهرون في المسيرة التي طافت أمس الأول شوارع المدينة إلى مقاطعة الحوار، وتوحيد القوى الجنوبية لمواجهة «المحتل الشمالي» حسب الشعارات التي رفعوها. وأكد قادة الحراك في زنجبار رفضهم لأي مؤتمرات أو حوارات مع نظام صنعاء إلا بعد استعادة دولة الجنوب.