يعاني السكان في 54 بلدًا من بلدان العالم تقريبًا من نقص اليود وفقاً لما أوردته منظمة الصحة العالمية في تقرير لها؛ ويعود ذلك النقص إلى أن التربة في هذه البلدان لا تحتوي إلا على نسبة ضئيلة للغاية من اليود، أو قد لا يوجد بها أي يود البتة في بعض الحالات، ويقدر عدد الحالات ممن يعانون نقص اليود بملياري نسمة، منهم 266 مليون طفل في سن المدرسة. يمكن أن يصيب نقص اليود المزمن صحة المرء بأضرار بالغة، فهذا النقص يحد من إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات ويؤدي بالتالي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي أو «الأيض»؛ ولذا، فهو يعتبر أكثر الأسباب شيوعًا في انخفاض نشاط الغدة الدرقية. نمو الأطفال اليود عنصر أساسي من أجل صنع هرمونات الغدة الدرقية، ولنمو الجنين والأطفال الرضع واكتمال نمو العظام والمخ لديهم، ولذا، فهو من المواد الغذائية شديدة الأهمية للتمتع بصحة سليمة في جميع مراحل العمر، إذ تساعد هرمونات الغدة الدرقية الجسم على الاستفادة المثلى من الطاقة، والحفاظ على درجة حرارة دافئة بالجسم، والمحافظة على نشاط المخ والقلب والعضلات والأعضاء الأخرى بالحالة التي يجب أن تعمل بها، ويعد تناول اليود بكميات غير كافية السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتخلف العقلي حسب دراسة صدرت عن «منظمة الصحة العالمية» 1994، وأوضحت عدة دراسات طبية ارتباطاً وثيقاً بين نقص اليود وسرطان الثدي. ويعتبر عنصر اليود حيوياً لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ونظراً لأن الجسم لا ينتجه فلا بد أن يكون جزءاً من الغذاء الصحي. وأثناء الحمل، يؤثر نقص اليود سلباً على الولادة و نمو الطفل، بما في ذلك القصور الدرقي. لذلك يوصى بأن تتناول السيدات الحوامل و اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية مكملات غذائية تحتوي على عنصر اليود بصفة يومية. يجب على النساء في سن الإنجاب تناول اليود بكمية تساوي 150 ميكروجراماً بصفة يومية، و تزداد الكمية إلى 250 ميكروجراماً تقريباً أثناء الحمل و الرضاعة الطبيعية، مع المراقبة الطبية. كميات معتدلة اليود عنصر من أملاح المعادن، ويحتاجه الجسم بكميات معتدلة، إذ يحتوي جسم الإنسان على مقدار يتراوح ما بين 10 إلى30 ملجرام من اليود: 8 – 10 ملجم في الغدة الدرقية «أي حوالي 65%»، و0.5 ملجم في العضلات والهيكل، وهو يوجد بكميات صغيرة في الكبد، و المبايض والغدة الكظرية، ولأن جسم الإنسان لا يستطيع أن يصنع اليود؛ فإنه يجب تزويده به وبانتظام من خلال نظام غذائي صحي. وهنالك عناصر غذائية مختلفة تحتوي على عنصر اليود، فمن الأسماك نذكر التونة، الرنجة أو الرنكة، السردين، السلمون، الغيدس، الحذوق، الأسقمري المدخن، بلح البحر، الكركند، الربيان، و التروتة، بالإضافة إلى المحارات والإخطبوط والطحالب و الأعشاب البحرية، مثل الأعشاب السمراء، ومنها طحلب دلسي، و طحلب توري، الفقوس، الأناناس، المشمش، الخس، اللوبيا، الفجل، اللفت والجرجير، كما يوجد اليود في حليب الأم، الجبنة، اللبن، الزبادي، الحليب، والبيض. لا إفراط ولا تفريط يؤدي الإفراط في تناول اليود إلى طفح جلدي، وتقرحات بالفم، وتورم الغدد اللعابية، والإسهال والقيء، والتهابات الكلى، وفي حالات التسمم بجرعات عالية يُحدث غيبوبة دماغية وهبوطاً حاداً بالدورة الدموية. والكمية التي يحتاجها الجسم من اليود يومياً «للذكور والإناث» حسب منظمة الصحة العالمية هي: * منذ الولادة إلى تمام السنة: 50 ميكروغراماً * من 1- 6 سنوات: 90 ميكروغراماً * من 7 – 10 سنوات 120 ميكروغراماً * من 11 – 18 سنة: 150 ميكروغراماً * المرأة الحامل: 175 ميكروغراماً * المرأة المرضعة: 200 ميكروغرام. أعراض نقص اليود الشعور بحالة من الضغط والضيق في الحلق (الشعور المعتاد بوجود «كتلة» أو انسداد في الحلق)، وصعوبة البلع والتنفس، وزيادة محيط الرقبة، والشعور بالإرهاق وضعف التركيز، وعدم القدرة على تحمل الجو البارد، والإمساك، وضعف في الطاقة والتحفيز، وجفاف الشعر والجلد. تأثير نقصه على الأطفال الشعور بالإرهاق وضعف التركيز والخمول، وضعف التحصيل العلمي، ويخفض نقص اليود معامل الذكاء بمقدار 10 إلى 15 نقطة، ويتسبب في التخلف العقلي وضعف النمو البدني، وتقع عواقب نقص اليود الأكثر خطورة على النساء الحوامل منهن أو المرضعات، وكذلك على الأطفال؛ لأن النسبة الكافية من اليود وهرمون الغدة الدرقية عاملان جوهريان في النمو الطبيعي للمخ والجهاز العصبي، كما أن أكثر الأمراض خطورة بسبب نقص اليود أثناء فترة الحمل هو التقزم، أي إعاقة النمو البدني والعقلي. ونقص اليود بنسبة بسيطة أثناء الحمل يمكن أن ترتبط بانخفاض معدل الذكاء في الأطفال. إن تناول اليود بكمية كافية هو خير وقاية -بإذن الله- من هذه المضاعفات، ومن غيرها، كأن يولد الجنين ميتاً، أو الإجهاض، أو ضعف النمو.