يطلق المغاربة على الصويرة، جنوبالدارالبيضاء، «مدينة الرياح»، وخلال بضع سنوات أضحت عاصمة المهرجانات الموسيقية، وفي الآونة الأخيرة باتت تستقطب سياحاً من نوع خاص؛ إذ إن عدداً كبيراً من الفنانين والرسامين أصبحوا يفضلون الإقامة فترة طويلة في أحيائها القديمة. وتعج الصويرة بالفنانين التشكيليين والكتاب والموسيقيين، وتتميز بموقع متميز على المحيط الأطلسي، وهي شبه جزيرة تمتد شواطئها نحو ستة كيلومترات، وبمناخها المتميز وهبوب الرياح على مدار السنة مرفوقاً بجو مشمس يفضل كثيرٌ من السياح استعمال الزوارق الشراعية لتزجية الوقت على الشاطئ. كما أن ظاهرة وجود دكاكين مصطفة قرب الميناء تبيع السمك الطازج الذي يُقدَّم مشوياً على الفحم، تجعل عدداً كبيراً من السياح يشدون الرحال إلى هذه المدينة الأطلسية، بل إن هناك من يزورها فقط لهذا السبب. وتستهوي هندسة المدينة المعمارية وتراثها الزاخر سياحاً كثيرين، وهي أول مدينة مغربية وُضِعَ لها تصميم هندسي قبل تشييدها، في حين يعجب آخرون بألوان المدينة المميزة عن باقي المدن المغربية، حيث يطغى عليها اللونان الأبيض والأزرق الفاتح، بحيث تكاد تكون جميع جدران المدينة وأبوابها ونوافذها مطلية بهذين اللونين. وتخيم حالة من الهدوء والسكينة على الصويرة تُثير كثيراً فضول السياح، وهذا الهدوء مرده بالدرجة الأولى إلى محدودية حركة السير في شوارعها. ومن بين الأمور اللافتة في الصويرة روح التسامح وتلقائية السكان واستعدادهم لتقبل الآخر والاندماج معه، وأكبر دليل يقدمه السكان على صحة هذا الانطباع، يكمن في ظاهرتين، الأولى عندما استقبلت المدينة آلافاً من الهيبيين، المتمردين على الرأسمالية، بعد أن رفضتهم حتى أوروبا، وكانت رحبة الصدر بحيث كان أولئك الشباب يبيتون أحياناً في شوارع المدينة بملابسهم المتسخة وبعاداتهم الغريبة، أما الظاهرة الثانية فمعاصرة ولها علاقة بالمهرجانات الموسيقية التي تستقطب الشباب والمراهقين من داخل وخارج المغرب، وغالباً ما يفضل هؤلاء المبيت في الشوارع والأزقة، وهو أمر لا يضايق سكان المدينة، أو على الأقل لا يشعرون الزوار بذلك. امرأة من المدينة تبيع مواد غذائية سائح يرسم بقرب المحيط الأطلسي أحد أبناء المدينة يعزف الموسيقى (الشرق) لوحات على جدار للمغني العالمي بوب مارلي (الشرق) لوحات فنية معروضة في أحد الشوارع سائحة في الصويرة ومسنّ من المدينة سياح وطيور وطراز عمراني فريد رجل من المدينة يجلس داخل عربة بدائية طفل أجنبي في الصويرة