بالإضافة إلى ضمير (نا) الدال على الفاعلين فإنني قد اهتديت إلى ضميرين آخرين يجعلاني بحق استحق شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية بلندن نظير اكتشافي، الضمير الأول (دال) الدالة على العلماء والباحثين، أما الضمير الثاني ف(ذال) الذالة لأدعياء العلم والمحسوبين عليه. هذان الضميران وإن كانا ظاهرين (قبل الاسم العلم) فهما مستتران داخل مجتمعاتنا، استتارا مجازيا (في أنفسنا) تقديره (إجلالاً وتقديراً للأول وازدراءً واحتقاراً للثاني)، الدال الأولى دون نقطة، والدال الثانية بنقطة (للتمييز بينهما). أما الأولى فأصحابها ما ازدادوا بها إلا تواضعاً، وقد جلبوها في عناء، وكد، وكدح، وسهر لليالي، وغربة وتضحيات.. ورقها ديباج وحروفها من ذهب، وتوجوها ببحوث مهمة، واستمراراً في معاقل العلم.. وتمثيلاً في محافل ومؤتمرات بلدان الحضارة والتقدم. والثانية، لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به.. ومرشحة أن تكون بديلة لمحارم الورق أو لفافات الشاورما، جلبت من جامعات الوجبات السريعة، وفصول على الماشي، تستجدي عملاءها على الصفحات الصفراء، وتقول لله يا جهلة ومغفلين. سبحان الله، لم نكتف بالإكسسوار الزائف في مقتنياتنا ومظاهر حياتنا وأصبحنا نبحث عن البرستيج (الفالسو) ليكمل بقية الخواء ويردم هوة النقص لتعزيز الظهور.