عكفت عمالة وافدة مجهولة على تدمير الغطاء النباتي في الجبال الغربية في محافظتي النماص وتنومة، عبر امتهانهم قطع الأشجار وتفحيمها ومن ثم بيعها لأشخاص متعاونين معهم بعد تهريبها عبر الحمير. ورصد المواطن عامر الشهري ل»الشرق» صوراً توضح عملية منظمة بدءاً من قطع الأشجار مروراً بعملية تفحيمها ووصولاً إلى تهريبها بالطرق المتوفرة لهم دون وجود أي رقابة عليهم. وكشفت الصور تفاصيل عمل المجهولين في الاحتطاب الجائر، حيث يقومون بقطع الأشجار بكميات كبيرة، ومن ثم تقطيع بعضها إلى قطع متوسطة ودفنها في حفر معدة خصيصاً لإحراقها، ليتم بعد تبريدها تكسيرها إلى قطع صغيرة وتعبئتها في أكياس لتكون معدة للتوزيع. فيما كشفت أيضاً طرق التهريب والتوزيع عبر الحمير التي تتوفر لديهم لحملها والوصول إلى الطرقات، ومن ثم نقلها للمتعاونين معهم تمهيداً لتوزيعها. وقال الشهري إن الجبال الواقعة غربي تنومة والنماص تتعرض للإبادة المخططة والمنظمة من قِبل العمالة المجهولة، التي دمرت الغطاء النباتي وعملت على تصحر تلك الجبال بقطع أشجارها الخضراء والعمل على التفحيم، مشيراً إلى أن أسباب وجود العمالة المجهولة في تلك المواقع وقيامهم بأعمالهم التخريبية يعود إلى غياب النقاط الأمنية الدائمة، بالإضافة إلى عدم تنظيم حملات تعمل على تمشيط تلك المناطق وتخليصها من المجهولين. من جهته، ذكر رئيس مركز تنومة عبدالرحمن الهزاني، صدور توجيهات من قِبل أمير منطقة عسير في وقت سابق تؤكد ضرورة التعاون بين الإدارات المختلفة في مراقبة التعديات في الاحتطاب والتفحيم، بالإضافة إلى ضرورة تعاون المواطنين في الإبلاغ عن المخالفين، لافتاً إلى وجود تعاون بين المركز ومخفر الشرطة وفرع الزراعة في مراقبة التعديات على الغطاء النباتي والاحتطاب الجائر وعمليات التفحيم الذي تقوم به العمالة المجهولة. وشدد الهزاني على تطبيق أقصى العقوبات على من يثبت تورطه في التواطؤ مع مجهولي الهوية في أي نشاط كان، داعياً المواطنين إلى الإبلاغ عن كل مخالف للأنظمة والقوانين، والمحافظة على الأمن من هؤلاء العابثين. من جهة ثانية، أفاد ل»الشرق» مدير عام فرع وزارة الزراعة في منطقة عسير المهندس فهد الفرطيش، وجود حراس سعوديين يعملون على حراسة الغابات والمواقع التي يشتبه في وجود انتهاك للغطاء النباتي فيها، مشيراً إلى أن المخالفين يوجدون غالباً في مواقع بعيدة عن الأنظار ولا تتمكن السيارات الرسمية من الوصول إليها. وأضاف «بالرغم من ابتعاد المواقع إلا أننا تمكنّا من مصادرة أكياس فحم معدة للتوزيع، وكذلك القبض على المجهولين الذين يقومون بالاحتطاب والمتعاونين معهم في التهريب، عبر لجان مشكّلة من إمارات المناطق والشرطة والزراعة في محافظات ومراكز المنطقة». وذكر الفرطيش أن وزارة الزراعة رفعت بمشروع وطني كبير إلى وزارة المالية للحراسات، على أن يتم تسليمه إلى شركة وطنية متخصصة في مجال الحراسات الأمنية، ونأمل أن يعتمد هذا العام، بالإضافة إلى الحراس الحاليين للقيام بمهامهم في مراقبة الغابات ومنع الاحتطاب والتفحيم، على أن تكون هناك وسائل اتصال حديثة مزودين بها للتواصل مع الجهات المختلفة للقبض على المخالفين. وأشار إلى أن الفحم المستورد متوفر في الأسواق بشكل كافٍ وتم السماح باستيراده دون رسوم جمركية، فيما يجري تعاون الأمانة والبلديات في مراقبة الأسواق المشددة في عدم بيع الفحم المحلي، مطالباً بضرورة تعاون المواطنين بالإبلاغ عن كل مخالف يحاول المساس والعبث بالغطاء النباتي لأقرب مخفر شرطة.