حائل – رباح القويعي تطبيق الترقيات في موعدها وعدم تأخيرها مطلب أول عند العاملين. رفع رواتب التقاعد سيُسهم في تحفيز نسبة كبيرة من الأفراد. 17 % يعتقدون أن الجزاءات التأديبية مبالغ فيها قياساً بالأخطاء المرتكبة. أظهرت دراسة أعدّها الباحث جبر المطيري على عيّنة من الضباط وضباط الصف في شرطة منطقة حائل، أن التحفيز المعنوي المتمثل في الثناء الشفوي والخطابي عند إجادة العمل، يتفوق على التحفيز المادي المتمثل في المكافآت أو الإجازات أو الدورات التدريبية. وبينت الدراسة التي نُشرت مؤخراً، أن 61% من أفراد العيّنة من الضباط والأفراد لم يتلقوا أي حافز مادي نظير إجادتهم العمل، في حين قال 96% منهم إنهم يتلقون «الثناء» من رؤسائهم عندما يجيدون العمل. وتتكون عينة الدراسة من 235 فرداً، بينهم 52 ضابطاً من رتبة ملازم إلى نقيب، و183 فرداً من رتبة عريف إلى رئيس رقباء، وأبدى 37% من المبحوثين عدم موافقتهم على القول بأن «الترقيات ترتبط بدرجة الإنجاز في العمل»، مقابل 62% يرون وجود الارتباط. وأفاد 33% من العيّنة بأنهم وزملاءهم لا يجدون تأثيراً للدورات التدريبية التي حصلوا عليها على تقارير كفاءتهم التي يعدّها رؤساؤهم. كما أوضح 18% منهم أن فرص مشاركتهم في اتخاذ القرار داخل العمل معدومة، ولكن 81% من العيّنة بيّنوا أنهم تتاح لهم الفرصة في المشاركة بالقرار في بعض المواقف. الحوافز المقترحة وحول مقترحات المبحوثين لأفضل وسائل التحفيز، قال 28% منهم إن ذلك يتمثل في «وصول الترقيات في وقتها وعدم تأخيرها»، بينما اقترح 20% أن «تُزاد رواتب التقاعد للأفراد» كأفضل وسيلة تحفيزية، ورأى 16% أن أفضل تحفيز هو «مراعاة ظروف العاملين الصحية والاجتماعية»، في حين يجد 15% من المبحوثين أن «المساواة في التعامل بين العاملين» ستكون كافية لتحفيزهم نحو أداء أفضل. وأما ال20% الباقون فبينهم 13% يرون أن أفضل حافز هو «وضع الرجل المناسب في المكان المناسب» أي وجود رؤساء أكفاء، و7% يرون أن أفضل حافز هو «منح إجازة استثنائية» للموظف المبدع. تقدير الإنجازات وفيما يتعلق بتقدير الرئيس للإنجازات، قال 93% من أفراد العينة إنهم يوافقون على حدوث ذلك، بينما اعترض نحو 7% مؤكدين أنهم لا يجدون تقديراً من رؤسائهم. وأيضاً يرى 7% من المبحوثين أن رؤساءهم لا يحاولون تفهّم آرائهم فيما يتعلّق بسير العمل. وفي المقابل، فإن الجزاء التأديبي عند اقتراف الأخطاء يعدّ «غير متناسبٍ» مع حجم الخطأ وفقاً ل17% من أفراد العينة، ويخالفهم في ذلك الباقون حيث يرون نوعاً من التناسب بين الخطأ والعقاب. التطوير الذاتي وعلى مستوى التشجيع في تحسين الأداء الذاتي، قال 10% من العينة إنهم لا يجدون تشجيعاً من رؤسائهم على تطبيق ما تعلّموه من مهارات تدريبية، فيما يرى 90% أن مثل هذا التشجيع موجود وملموس. وحول دعم الرئيس مرؤوسه في الحصول على مؤهل علميّ أعلى مما يحمله وتشجيعه على ذلك، قال 18% إنهم لا يجدون هذا التوجه عند رؤسائهم، بينما أفاد 81% بأن رؤساءهم شجعوهم على المضي في سبيل الحصول على مؤهلات علمية أعلى مما لديهم. توصية بالحوافز وأوصى الباحث في دراسته التي حصل من خلالها على درجة الماجستير في العلوم الشرطية، على وجوب «توجيه القادة الأمنيين إلى الإكثار من استخدام الحوافز المادية أكثر من الحوافز المعنوية، لزيادة إسهام الحوافز المادية في إيجاد الحلول لكثير من المشكلات الاجتماعية والمادية للعاملين». كما أوصى ب«تشكيل لجان عُليا متخصصة لإعادة تقويم مهارات القادة الأمنيين في استخدام الحوافز وقياس مدى فاعليتها في الوقت الحالي، وعقد محاضرات وندوات لتنمية مهاراتهم، وتوجيههم إلى ربط ترقيات العاملين بدرجة إنجازهم العمل بالشكل المطلوب، مع توسيع فرص الترقية لهم». ودعا الباحث إلى حثّ القادة الأمنيين على أخذ ظروف العمل في الاعتبار عند محاسبة العاملين على الأخطاء، على أن يتناسب الجزاء التأديبي مع حجم الخطأ. مؤكداً على ضرورة تخصيص بند في الميزانيات لتوفير اعتمادات كافية تعطي القادة الأمنيين الفرصة لزيادة الحوافز المادية للعاملين، وطالب بتوجيه مزيد من الاهتمام في مسألة مراعاة ظروف العاملين الصحية والنفسية والاجتماعية، ومعايشة مشكلاتهم مع محاولة إيجاد الحلول لها، وتقديم النصح والإرشاد لهم. ولفت الباحث المطيري إلى ضرورة إعطاء عناية أكبر بالتخلص من العلاقات الاجتماعية السلبية والوساطة والمجاملات الشخصية التي قد تقود إلى التحيز وعدم العدالة عند منح القادة الأمنيين الحوافز بأنواعها لمكافأة العاملين أو عند تقويمهم. حول الرسالة وجاءت رسالة الماجستير تحت عنوان: «مهارة القائد الأمني في استخدام الحوافز لرفع مستوى أداء رجل الأمن – دراسة مسحية على شرطة منطقة حائل»، وتقدم بها الباحث في تخصص «القيادة الأمنية» ضمن قسم العلوم الشرطية في كلية الدراسات العليا في جامعة نايف للعلوم الأمنية في الرياض. وأشرف على الرسالة مدير المعهد العالي للدراسات الأمنية العميد الدكتور سعيد محمد الغامدي. وناقشها إلى جانب المشرف كل من عضو هيئة التدريس في جامعة نايف اللواء الدكتور محمد العبدالحميد، ومدير مركز البحوث في كلية العلوم الإدارية جامعة الملك سعود الدكتور مازن الرشيد.