أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، محمد الدخيني، أن نقل المعلمة المعنفة من زوجها بدأ فعلياً من خلال لجان الظروف الخاصة في المناطق ومحافظات المملكة، مشيراً إلى أن الحالات التي تم بحثها خلال العام الماضي تمثلت في حالتين فقط، ويجري بحثهما حالياً، ليتم إقرارهما من قبل اللجنة المختصة في الوزارة، وأوضح الدخيني خلال حديثه ل «الشرق» أن مجموع المتقدمين خلال العام الماضي ممن تنطبق عليهم اشتراطات حالات الظروف الخاصة بلغ 420 معلماً و312 معلمة، فيما بلغت حالات العنف الأسري حالتين فقط. لجان متخصصة تم تشكيل لجان مختصة للنظر في حالات ذوي الظروف الخاصة، ومن ثم إطلاع إدارات التربية والتعليم على أوراق ومستندات المعلمة المعنفة وحاجتها للنقل، للنظر في الحالة والتعامل معها وفق اللوائح التي أعدتها الوزارة بخصوص المعلمات المعنفات، التي تتمثل في إحضار تقرير طبي من مستشفى حكومي يثبت تعرضها للعنف، وخطاب من الحماية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية أو فروعها في حال توفره عن حالة المعلمة، وخطاب من المعلمة يوضح ما تعرضت له من عنف وإيذاء، واستعانتها بجهات رسمية، مع إرفاق ما يثبت ذلك، بالإضافة إلى تقرير من إدارة المدرسة يوضح مدى تأثير العنف الذي تعرضت له المعلمة على عملها، ونظرة الطالبات لها. وقال الدخيني: «عندما يتم إثبات تعنيف المعلمة من قبل الجهات المختصة، يتم نقلها فوراً إلى المكان الذي ترغبه، ولفت الدخيني، إلا أن اللجنة لم تواجه أي مشكلات أو اعتراضات من قبل أزواج المعلمات المعنفات، أو من ذويها، وأبان الدخيني أن عمل اللجنة يقتصر فقط على المعلمات المعنفات فقط، دون طلبة التعليم العام، منوها إلى أن أعمال اللجنة يقتصر فقط على الموظفات، ولا علاقة للجنة بالطلاب أو الطالبات الذين يتعرضون إلى العنف من ذويهم. الأداء الوظيفي د. عبدالله الحريري من جهته، أشاد أستاذ علم النفس الإكلينيكي، الدكتور عبدالله الحريري، بخطوة وزارة التربية والتعليم بنقل المعلمة المعنفة بعيداً عن محيط أسرتها، مشددا على أن قرب المعلمة من مصادر الاحتكاك والقلق يسبب لها مشكلات كثيرة، ومن الأفضل نقلها إلى مدينة أخرى، بهدف إبعادها عن مصادر التوتر، لكون وجودها في نفس البيئة التي تتعرض فيها للعنف، ربما يضاعف من مشكلاتها النفسية، وأشار الحريري إلى أن آثار العنف على المعلمة قد تنعكس سلباً وبشكل مباشر على الطالبات، نتيجة للخوف القائم لدى المعلمة المعنفة، وكذلك فإن هذا العنف قد يؤثر بصورة سلبية على أدائها الوظيفي في الفصل الدراسي. واستبعد الحريري إمكانية انعاكس هذا العنف على طالبات المعلمة المعنفة، وذلك بأن تتجرأ عليهن بالضرب. مبينا أن برامج الإرشاد والتوجيه وبرامج تطوير الذات مهمة جداً، ويجب تطبيقها داخل المدارس، لمساعدة المعلمات المعنفات على الخروج من أزمة العنف الأسري، فيما لو حصل.