وضعت وزارة التربية والتعليم أربعة شروط إلزامية للنظر في إمكان نقل المعلمة التي تعرضت للعنف أو الإيذاء الجسدي من زوجها إلى المكان الذي ترغب فيه، بعد أن يتم إدراجها ضمن فئات المعلمات ذوات الظروف الخاصة. وكشفت مصادر ل«الحياة» أن الشروط هي إحضار تقرير طبي من مستشفى حكومي يثبت تعرضها للعنف، وخطاب من الحماية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية أو فروعها في حال توافره عن حال المعلمة، وخطاب من المعلمة يوضح ما تعرضت له من عنف وإيذاء، واستعانتها بجهات رسمية، مع إرفاق ما يثبت ذلك، إضافة إلى تقرير من إدارة المدرسة يوضح مدى تأثير العنف الذي تعرضت له المعلمة في عملها، ونظرة الطالبات لها. مشيرة إلى أن اللجنة تدرس الطلبات المقدمة لها، وتبت فيها بعد التأكد من جميع البيانات والمستندات المطلوبة لكل حالة، وللجنة طلب أية أوراق أو مستندات تفيدها في عملها، وتصدر قرارها في كل حالة على حدة. خبر جميل وتفاعل جيّد لفئة ممتحنة بالعنف، وجدت أخيراً من يتفهم وضعها الصعب من دون أن تخسر مصدر رزقها. ولكن التقرير الطبي الصادر من مستشفى حكومي، والذي يثبت تعرض المعلمة للعنف (طلب منطقي وطبيعي). نأتي لضرورة إحضار خطاب من الحماية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية في حال توافره، وهذا يعني أن هذا الشرط قد يتحقق، وقد لا يتحقق رجوعاً لمدى توفر الحماية الأسرية في المناطق. نأتي للشرط الثالث والذي هو عبارة عن خطاب من المعلمة، تفضح فيه نفسها لتشرح حالتها المشروحة أصلاً في التقرير الطبي، وعما تعرضت له، ليقرأه القاصي والداني، وليعلموا بالتفاصيل المملة عن كيفية تعرضها للعنف؟ ولماذا؟ أما الطلب الغريب، فهو خطاب من مديرة المدرسة، توضح فيه مدى تأثير العنف في المعلمة، يعني مثلاً أن يُكتب: « حضرت وعليها أثر كدمات وخربشة، وعينها اليمنى زرقاء اللون، ونصف شعرها مقصوص بصورة غير محببة، وعلى شفتها السفلى أثر ضربة بآلة حادة، قد يكون رأس الزوج، أو غطاء قدر أو مزهرية زرقاء اللون كانت على الطاولة، وأحد أكمام القميص مشقوق بالقرب من الكوع، وأحد أظافرها مخلوع، وعليه بلاستر جونسون»! نأتي للطلب الغريب العجيب، وهو طلب تقرير وشرح وافٍ عن نظرة الطالبات لها، واستغرابي هو لماذا فقط الطالبات؟ لماذا لم يطلبوا نظرة الحارس لها، ونظرة المعلمات لها؟ نعود للطلب الذي لن يتحقق إلا بعمل اجتماع عاجل تجمع به المديرة طالبات المدرسة، لتسألهن ببراءة متعمدة عن رأيهن في بعض المعلمات، وكيف ينظرن لهن؟ وعندها تعرف نظرة الطالبات لها، فإذا قلن كعادتهن: «مسكينة أبلا منال، شكل زوجها ضاربها!»، فتسارع وتسجل الكلمة، وإذا قلن: «تقطع القلب»، سجلت مقاطع لبكائهن لتضيفه للتقرير! يا وزارة التعليم، احترمي سرية الحالات. ألا يكفي أن المعنفة «ستدور وتلف» لتحصل على تقرير طبي يثبت حالتها؟ ألا يكفيها بحثها وهي تحت الخوف والرعب على لجنة حماية تقتنع بحالتها؟ .. يكفيها فضائح، فهل نحتاج أن تصبح المعنفة موضوعاً تخوض فيه المديرة والمساعدة وغيرهما، لنطلب نظرة الطالبات لها؟! ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء!