أكد الدكتور فايز عبدالله الشهري أن الإعلام الجديد هو نفسه الإعلام القديم التقليدي، ولكن بشكل مختلف، وخصائص مختلفة، وأن من أنتج لنا ما يسمى بالثقافة الرقمية هو الإعلام الجديد، مؤكداً أن أبرز خصائص الإعلام الجديد هي (الاندماج، والتفاعلية، والمجانية، والتوفر على مدار الساعة)، وأن مركز هذا الإعلام هو الإنترنت. ذكر الشهري ذلك في محاضرة ضمن النشاط المنبري العام للنادي الأدبي في الرياض، مساء السبت، عنوانها “الإعلام الجديد وتحديات المستقبل”. والشهري باحث في مجال الإعلام الجديد حاصل على شهادة الماجستير والدكتوراة في الصحافة الإلكترونية من جامعة شيفلد البريطانية، وأدارت المحاضرة منيرة السبيعي، عضو الجمعية العمومية في النادي. وتطرق الشهري لتحديات الإعلام الجديد بقوله “التحديات لا تعني التحذير والسلبية، وإنما تكون أحياناً استفزازاً لقدرات الفرد والمجتمع لتكون قدرات أفضل. ويجب التعامل مع كل تحدٍ ليصبح تحدياً إيجابياً”. ورأى الشهري أن الفرد أصبح أكثر حظوة من المجتمع، ومن السلطة، في عصرنا الحديث، وأنه أصبح العنصر المثير، أو المحرك، لما قد يحصل حوله، متسائلاً “عن أي مستقبل نتحدث!”، مجيباً بأن المستقبل هو مستقبل التقنية، ولكن ما هو رصيدنا منه؟ وهل التعليم يقودنا إلى مستقبل واعد؟ وهل ثقافتنا داعمة لأوجه التقدم الحضاري والتقني، ذاكراً أن بعض مفاتيح المستقبل، وهي الأمثلة الحية الناجحة أمامنا، ثم استعرض بعض الإحصائيات والدراسات في العالم، وفي السعودية، والمقدمة من بعض الجهات المختصة حكومية وأهلية، وذكر أرقاماً متعلقة ب “ماذا يحدث في الإنترنت خلال دقيقة”، منها أن هناك مائة ألف تغريدة في هذه الدقيقة، وعشرين ضحية لسرقة الهوية في نفس الدقيقة، وغيرها. وأشار إلى أنه عندما قيل في عام 2003م إن الإنترنت قادم بقوة ضحك كثير من الناس، وعندما قيل في 2007 إن الخطر قادم، والثقافة السياسية الإلكترونية قادمة، ضحك بعض الناس. أما الآن فإن 50% من السكان يستخدمون الإنترنت، وإنه في تصاعد قوي منذ بداية القرن الحادي والعشرين، كما أن السعودية في مقدمة الدول في المنطقة من حيث استخدام “فيسبوك”، و”تويتر”. وعندما تطرق الشهري إلى تخوف الناس من الإعلام الجديد، وما يتبعه قال “قبلنا التعليم الإلكتروني، والتسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية، فلماذا لا نقبل الإعلام والصحافة الإلكترونية؟”. وعدَّد الشهري من دراسة خاصة به تابع فيها المغردين في الشبكات الاجتماعية وأنواع وفئات المشاركين في هذه الشبكات. بعدها تحدث عن التأثيرات السلبية والإيجابية، من خلال نقل المعلومات والتأثير في السلوك والمعتقدات والقيم وخلق الوعي وتحديد الأولويات. وعندما فتحت مديرة المحاضرة المجال للأسئلة والمداخلات، بدأت فوزية الحربي بالسؤال أين سيذهب بنا هذا الانقلاب في قوة التواصل بين الجنسين؟ وهل الإعلام الجديد أنهى عصر حارس البوابة؟ فأجاب الشهري بأنه لا يستطيع التنبؤ بمستقبل هذا التواصل، قائلاً إن الإعلام الجديد قضى على حارس البوابة. وتداخل الدكتور عبدالله الحمود، فذكر أنه يجب أن تكون هناك سلطة مدنية للإعلام الجديد لكي لا تحدث فوضى وانتهاكات في هذا المجال، فرد الشهري بأن الأخلاق، والدين، والقانون، عناصر تمنع هذه الفوضى، متوقعاً وضع آليات للسيطرة على مثل هذه الأشياء مشابهة لأنظمة البنوك. وحول سؤال للدكتور حسين الحربي عن تعريف الإعلام الجديد، وهل يشكل تهديداً للإعلام التقليدي؟ وهل سيسحب البساط من تحته رغم دعم السلطات له، رد الشهري بأن الزمن يغير، ويتغير، وأن السلطات بدأت بمحاولات لتسيير الإعلام الجديد له. ومن المتداخلين أيضاً مازن الجعيد، وعبدالعزيز اليوسف، والدكتور أحمد العرفج. الرياض | الشرق