ألقى الدكتور فايز بن عبد الله الشهري الباحث في مجال الإعلام الجديد والحاصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في الصحافة الإلكترونية من جامعة شيفلد "بريطانيا" محاضرة بعنوان "الإعلام الجديد وتحديات المستقبل"، وذلك ضمن النشاط المنبري العام الذي نظمه النادي الأدبي بالرياض مساء السبت 9 / 2 / 1434ه ، الموافق 22-12-2012 م، وأدارت المحاضرة منيرة السبيعي عضو الجمعية العمومية في النادي. بدأ الدكتور فايز الشهري محاضرته بشرح مفاهيم الإعلام الجديد وتساؤلاته في العالم العربي، مشيراً إلى أن الإعلام الجديد هو نفسه الإعلام القديم التقليدي ولكن بشكلٍ مختلف وخصائص مختلفة، كما أنه هو من أنتج لنا ما يسمى بالثقافة الرقمية.
واستعرض د. الشهري أبرز خصائص الإعلام الجديد وهي: "الإندماج، والتفاعلية، والمجانية، والتوفر على مدار الساعة"، مؤكداً أن مركزه هو الإنترنت.
كما تطرق لتحديات الإعلام الجديد قائلاً: "التحديات لا تعني التحذير والسلبية وإنما تكون أحياناً استفزازاً لقدرات الفرد والمجتمع لتكون قدرات أفضل" وإنه يجب التعامل مع كل تحدٍ ليصبح تحدياً إيجابياً.
وتساؤل د. الشهري "عن أي مستقبل نتحدث!"، ثم أجاب أن المستقبل هو مستقبل التقنية وما رصيدنا منه. وهل التعليم يقودنا إلى مستقبل واعد؟ وهل ثقافتنا داعمة لأوجه التقدم الحضاري والتقني؟ وذكر بعض مفاتيح المستقبل وهي الأمثلة الحية الناجحة أمامنا. مستعرضاً عدداً من الإحصائيات والدراسات في العالم وفي السعودية، مقدمة من بعض الجهات المختصة حكومية وأهلية، وذكر أرقاماً متعلقة ب"ماذا يحدث في الإنترنت خلال دقيقة" منها أنه هناك 100 ألف تغريدة في هذه الدقيقة و20 ضحية لسرقة الهوية في الدقيقة نفسها وغيرها.
وأشار د. الشهري إلى أنه عندما قيل في العام 2003 م: إن الإنترنت قادم بقوة ضحك الكثير من الناس، وعندما قيل في 2007 إن الخطر قادم والثقافة السياسية الإلكترونية قادمة ضحك البعض، أما الآن 50 % من السكان يستخدمون الإنترنت، وإنه في تصاعد قوي منذ بداية القرن الواحد والعشرين، كما أن السعودية في مقدمة الدول في المنطقة من حيث استخدام "الفيس بوك" و "تويتر". مشيراً إلى التأثيرات السلبية والإيجابية لتلك الشبكات من خلال نقل المعلومات والتأثير في السلوك والمعتقدات والقيم وخلق الوعي وتحديد الأولويات. وعن تخوف الناس من الإعلام الجديد وما يتبعه قال د. الشهري: "قبلنا التعليم الإلكتروني والتسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية ، فلماذا لا نقبل الإعلام والصحافة الإلكترونية؟".
بعد ذلك فتحت منيرة السبيعي مديرة المحاضرة المجال للأسئلة والمداخلات، فبدأت فوزية الحربي بسؤال مفاده: في الإعلام الجديد أين سيذهب بنا هذا الانقلاب في قوة التواصل بين الجنسين؟ وهل الإعلام الجديد أنهى عصر حارس البوابة ؟ وكان الرد من الدكتور فايز أنه لا يستطيع التنبؤ بمستقبل هذا التواصل وقال إن الإعلام الجديد قضى على حارس البوابة.
وحول مداخلة د.عبدالله الحمود التي ذكر فيها أنه يجب أن تكون هناك سلطة مدنية للإعلام الجديد لكيلا تحدث فوضى وانتهاكات في هذا المجال. رد الدكتور الشهري أن الأخلاق والدين والقانون عناصر تمنع هذه الفوضى وتوقع وضع آليات للسيطرة على مثل هذه الأشياء مشابهة لأنظمة البنوك.
وحول سؤال د. حسين الحربي عن تعريف الإعلام الجديد وهل يشكّل تهديداً للإعلام التقليدي؟ وهل سيسحب البساط من تحته على الرغم من دعم السلطات له. كان الرد: بأن الزمن يغير ويتغير وأن السلطات بدأت بمحاولات لتسيير الإعلام الجديد له.
وفي الختام تقدمت منيرة السبيعي بشكر المحاضر والنادي الأدبي على تنظيم هذه المحاضرة القيمة.