بنبرة تفاؤل وابتسامة معتادة، أبى الشاعر والإعلامي عدنان الدخيل إلا أن يصافح الأقدار، ويستقبل ما كتبه الله عليه، ويكتب ما يمليه عليه قلبه من حسّ شعري، أتى ذلك بعد أن غرّد بتّال القوس بجماليّة، وأتى صداها من صاحب السموّ الملكي نواف بن فيصل بلحنٍ حميميّ شديد الانسانيّة، حتى أتت «الشرق» لتعكس كل هذه المعزوفات على صفحاتها. * ما آخر مستجدات وضعك الصحي؟ وضعي الصحي يحتاج إلى شرح طويل ومفصّل، اختصاره أنني بخير وفي تحسّن إن شاء الله، فهي مسألة وقت حتى أصل إلى الدرجة المُرضية لي ولمن يُحبّني. * أجد في كلامك تفاؤلاً يفتقده كثيرون، كيف استطعت تحقيق ذلك؟ من نعم المولى على الإنسان أنه يسلّيه في وقت الأزمات ب»نور» يملأ روحه، وهذا النور هو الذي قادني للتفاؤل، لأنه منبعث من ثقة لا حدود لها في الله سبحانه وتعالى. * ما انطباعك عن بادرة الأمير نواف بن فيصل المتمثلة في تكفله بعلاجك؟ هذه البادرة ليست جديدة على الأمير نواف، إنها ديدن أبيه وجده رحمهما الله، ونواف «فرع» طيّب في تلك الشجرة الكريمة المثمرة، لذا لم أستغربها منه ولا أخفي فرحتي بها. * «زان الزمان أو مال، عدنان.. لا تهتم، دامك أخو بتال» ، كيف نشأت تلك المحبّة بينك وبين الإعلامي بتّال القوس؟ بتال واحد من إخوان الدنيا الذين فزت بهم، فهو لن يخذلك، لأنه بمعدنٍ نفيس، ولا يتلون ولا يتشكل، فمن مِثلهُ تصغر أمامه المهمات الجسام. * حينما يُشاهد بتال القوس يتبادر إلى الذهن عدنان الدخيل والعكس، بماذا تفسر ذلك؟ رُبما تكون الألفة الروحية التي تجمعنا أوجدت هذا الاطباع، أضف إلى هذا أنني وبتال من أبناء إذاعة الرياض ويسكنني ويسكنه حب تلك الإذاعة والحنين لها. * برنامج في المرمى من البرامج الرياضية هل تحرص على متابعتة؟ ولماذا؟ بالتأكيد أتابعه بحكم علاقتي الوطيدة ببتال وبالرياضة، وأيضاً لأن البرنامج اسم على مسمى فهو (مركز) ويبحث عن القضايا الحسّاسة التي تنشد الهدف الإعلامي المميز. * لماذا أعجب عدنان الدخيل باللاعب محمد الشلهوب؟ الشلهوب من اللاعبين القلّة القلائل الذين جمعوا الإبداع الكروي مع المخزون الأخلاقي الفطري الرهيب، فهو بأخلاقياته ورقيه لن يتكرر، كما هو حال يوسف الثنيان الذي لن تتكرر مهاراته، وأتصور لو أن لدينا لاعبين بأخلاق ومستوى الشلهوب وبمهارات يوسف الثنيان الخارقة لما كان حال كرتنا السعودية كما نرى. * بعد كل تلك السنوات ماذا قدم لك الإعلام وماذا أخذ منك؟ الإعلام قدم لي عدداً من الأصدقاء النادرين الذين قد لا تربطني بهم الحياة، وأخذ مني كثيراً من الوقت وكثيراً من التنقل والترحال، أبعدني جسداً عن أماكن أحبها وأناس أحبهم، كما أنه أخذ قليلاً مما أملك، لأنني تنقلت ولم أثبت في مكان واحد، ولو قُدّر لي الاستقرار لربما كنت بشكل آخر. * أين كنت تجد نفسك أكثر، مع عدنان الشاعر أم المقدم؟ تأكد أنهما «ضيفان» عزيزان على عدنان «الإنسان»، فالإنسان فينا هو من يجعل للمهارات الأخرى دور وألق ومن يُسهم في رفع قدرها عند الناس، لذا لي عتب على كثيرين عزلوا الإنسان فيهم، وأسألهم: هل تذكرون أنفسكم؟ والإجابة بالتأكيد: لا، فمن نسي نفسه لن يذكر شيئاً ولن يتذكره الناس إن غاب. * لو هُيئت البيئة المناسبة لك هل ستعود للإعلام؟ دائماً حيزك الذي تأخذه تدهنه بألوانك، وسيكون تميزه بوجودك، فالبشر لا يتكررون، وإن كانت بعض التجارب تتكرر لكنها تتكرر عرجاء، لذا لو وجدت بيئة صالحة سأعود، فأنا أحب «مهنتي» وهذا يكفي كي أشتاق لها وتشتاق لي. * من هو خليفة عدنان الدخيل في الإعلام؟ لم أبلغ هذه الدرجة التي تجعلني أتوسم في من بعدي أن يكون «خليفة»، أنا جئت محباً والمحب لا يحب أن يتكرر ولا يحب أن يتكلف في حضوره. * ما النصيحة التي تقدمها لمن أراد الخوض في المجال الإعلامي؟ عليه في المقام الأول أن يحب مهنته والناس، فمن يعيش بين هذين «الحُبّين» سينجح، الطرق المفروشة بالحب نظيفة، ورائحتها زكية ومثل هذه الطرق لابد أن ينشدها الناس. * برنامج «نبضك» جمعك بالإعلامي بندر الحمودي، كيف تصف ذلك؟ بندر الحمودي من الأسماء الجميلة، ونجح كثيراً في أن يجعل من البرنامج اسماً على مسمى، فبعد انتهاء الحلقة كنت أشعر أن أنشط ما في جسدي هو «نبضي»، ممتن له ولطاقم البرنامج والإذاعة. * ماذا يعني لك مسمّى «أمل شاعر»؟ كنت بصدد إصدار ديواني الأول تحت هذا المسمّى، لكن قدر الله وما شاء فعل وتأجل بسبب العارض الصحي. * «وش عاد لو صدّوا، وش عاد لو ردّوا، اصبر وتلقى ناس، تعطي بكل إحساس». فيمن كُتب هذا النزف؟ كثير من المقاطع الشعرية أو النثرية لا يهمك متى كتبت ولمن كتبت، يهمك وقعُها في روحك، قد تؤثر إحدى تلك القطع في روح أحدهم أكثر من روح كاتبها. * ما جديدك؟ أنتظر «الفرج» في صالة «الأمل». * كلمة تود أن تختم بها؟ أشكرك من أعماق قلبي، وأثمّن لك هذه البادرة الطيبة. الأمير نواف بن فيصل بتال القوس