افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ندوة «دور وسائل الإعلام في تطوير أداء الأجهزة الحكومية»، التي نظمها معهد الإدارة العامة بقاعة ابن خلدون بمركز الأمير سلمان للمؤتمرات في مقر المعهد بالرياض أمس.وأشاد خوجة من خلالها بأعمال المعهد، واصفاً إياه ب»الصرح التعليمي المميز الذي قام ولايزال يقوم بجهود كبيرة، من أجل تطوير بنية وآلية العمل الإداري، ورفع قدرات وكفاءة العنصر aالبشري في بلادنا الغالية»، وأضاف خوجة «لكي نعزز الجانب الإيجابي للإعلام، لابد أن نعي بأنه ليست هنالك حرية بلا مسؤولية، وبأنه ليست هنالك حرية مطلقة على العموم، فالحرية تلازمها مسؤولية، وبدونها تفقد الحرية معناها وقيمتها، وتؤدي إلى الفوضى والبلبلة».تلت تلك الجلسة الأولى للندوة برئاسة نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي، بعنوان «مدى استفادة الأجهزة الحكومية مما تطرحه وسائل الإعلام في تطوير أدائها»، شارك فيها وكيل وزارة الثقافة الدكتور عبدالعزيز الملحم، والدكتور خالد مرغلاني، وحمد العمر، ومحمد الدخيني، وإبراهيم آل حبيش، وعبدالكريم الهميلي، وعبدالله السميح.ورأس الجلسة الثانية الدكتور فهد العرابي، بعنوان «دور وسائل الإعلام تجاه أداء الأجهزة الحكومية»، وتحدث خلالها الزميل رئيس تحرير الشرق قينان الغامدي، ومحمد الأحيدب، وعبدالعزيز السويد. وغاب عنها الدكتور خالد الفرم، وعبدالعزيز الشريدة.وكانت كلمة البداية لقينان الغامدي، الذي قال: «الطريف في الأمر أن القطاعات والوزارات السيادية، أصبحت أكثر استجابة مع الإعلام، وأسرع قبولاً لمتطلباته، مع أن لديها ما يبرر تحفظها»، واستنكر على بقية القطاعات والوزارات التي يهم المواطن الاطلاع على تفاصيل ودقائق عملها ونشاطها تحفظها الدائم. وأشار في نهاية ورقته إلى أن بعض التحقيقات والقضايا الصحفية تحولت إلى معاملات حكومية تدور بملفها «العلاقي»، بين إدارات العلاقات العامة، ومكاتب كبار المسؤولين. كما ناقشت الندوة بحثاً ميدانياً من إعداد معهد الإدارة العامة، إضافة إلى 11 ورقة عمل مقدمة من الجهات المشاركة. استطلاع «الشرق» «الشرق» التقت عدداً من الإعلاميين والمثقفين من حضور الندوة، فأوضح الكاتب في جريدة «الحياة» عبدالعزيز السويد رداً على سؤال ل»الشرق» عن سبب طرحه الهادئ لورقة العمل التي قدمها، حيث جاء أسلوبه في الحديث مغايراً لما يكتبه في مقالاته، فقال: «طبيعة الندوة ومعهد الإدارة يشعرانك بشيء من الهدوء، فلا تستطيع إلا أن يكون طرحك هادئاً، فنحن نحاول إثارة أفكار لتعزيز الشراكة، أو إصلاح الشراكة بين الأجهزة الحكومية والأجهزة الإعلامية». وأوضح أن هذه الندوة أتاحت لنا مناقشة واقع الإعلام السعودي، وعلاقته بالأجهزة الحكومية، وهل يستطيع إعلامنا تطويرها أم لا؟ وأكد الكاتب في صحيفة «عكاظ» محمد الأحيدب ل»الشرق» أن الإعلام السعودي، خاصة الورقي منه، لم يقم بتطوير أي شيء، فهو حسب وصفه مطية للوصول إلى هدف معين. وقال رئيس معهد الإدارة الدكتور عبد الرحمن الشقاوي ل»الشرق»: وجدنا إقبالاً كبيراً جداً من قبل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ومن قبل مسؤولين في الأجهزة الحكومية، وبعض المسؤولين يعاني من حساسية مفرطة من النقد، ولا يريد من أحد أن ينتقده، ولهذا يرون أن الأجهزة الحكومية لا تعتبر وسائل الإعلام شريكة تساعدها في اكتشاف جوانب القصور ومعالجتها، وهذا ما يعيق قيام الإعلام بدوره المطلوب. وقال الدكتور فهد العرابي الحارثي ل»الشرق»: أعتقد أن العلاقة بين الأجهزة صاحبة الدور الرقابي، مثل وسائل الإعلام والأجهزة الأخرى التي تقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منها، لابد أن تشوبها بعض الخلاف والتوتر في بعض الأحيان، وهذا في الغالب يأتي لسوء فهم من الطرفين.وأضاف: مهمة المتحدث الرسمي في أية دائرة هي أن يوصل أكبر قدر من المعلومة، فالصحفي يهمه أيضاً أن ينتزع أكبر قدر من المعلومات التي تخدم مهمته الصحفية، وبالتالي لابد أن تكون هنالك علاقة بين شد وجذب بين الطرفين، وهذا أمر طبيعي.وقال نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد سبتي: الندوة ناقشت موضوعاً مهماً، وهو تعزيز دور وسائل الإعلام في تحسين أداء الأجهزة الحكومية، فالإعلام له دور كبير جداً في هذا الموضوع.وحول شكوى قدمتها «الشرق» تجاه المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم محمد الدخيني، وأنه لا يتجاوب مع وسائل الإعلام، قال سبتي: الدخيني كان موجوداً، وكنت أتمنى لو أنك طرحت هذا السؤال في حضرته، ولكن على كل حال سوف نناقشه في هذا الأمر، ولن نهمل الموضوع.